تقسيم اليمن رغم التحريض الايراني لاتزال الدول العربية تمارس ضبط النفس وتعمل بمبادئ حسن الجوار ليس ثمة شك في أن أمن اليمن هو جزء لا يتجزأ من الامن العربي ككل, والأمن الخليجي بخاصة, وأن العبث بأمن هذا البلد الغالي من الوطن العربي هو مساس بأمن المنطقة العربية, لهذا فإننا اليوم بحاجة إلى أفعال تترجم هذا الموقف الواضح للحفاظ على وحدة اليمن. ونقر بان للقيادة اليمنية دورها المهم في الحفاظ على وحدة اراضيها والضرب بشدة على كل يد تريد العبث بامن البلاد, ونعترف بان هناك تقصيراً عربياً تجاه اليمن التي تكالبت عليها مختلف القوى والتيارات ومختلف التحديات الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بحكم موقعها الجغرافي الحرج, اليمن هي عمق ستراتيجي للعرب, ولذلك يجب على العرب ان يقفوا مع امن ووحدة واستقرار اليمن ومنع تعرضه للتداخلات الاجنبية, ولعل اخطر ماتتعرض له اليمن التدخل الايراني للانتقام من مواقفه الثابت ضد التمرد الطائفي ومؤامرة الحوثيين التي كشفت اوراقها حقائق رهيبة عن الدور الايراني في زعزعة امن اليمن والتحريض على الفتنة. قبل فترة وجيزة اعلن السيد رئيس البرلمان اليمني حمير بن عبد الله الأحمر عن قيام مجاميع تكفيرية إيرانية بنشر فكر مذهبي قائم على التطرف في بلاده, فضلاً عن تغذية وتمويل أعمال العنف. وقال الأحمر في تصريحٍ صحافي "إن هناك جماعات لها تواصل مع الحوثيين وتسعى إلى نشر أفكارها, الأمر الذي يشكل خطرًا على اليمن", وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد أعلن أن جماعة الحوثي الشيعية المتمردة في بلاده تحصل على دعم من "حزب الله" اللبناني. وأضاف: "إن الحوثيين تلقوا خبرات في صنع القنابل والألغام والذخائر من بعض الخبراء وبعض العناصر الذين ينتمون إلى "حزب الله" وأن بعض العناصر الحوثية يذهب إلى لبنان". وفي سياقٍ متصل, أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب باليمن أخيراً, حكمًا بالإدانة على شخصين متهمين بالتجسس لمصلحة إيران, وقضت بإعدامهما علانية. إن ما يحدث في اليمن اليوم هو حلم إيراني آخر بدولة فارسية و"جمهورية إيرانية" -تدعي أنها شيعية- في مكان جديد هو جنوب اليمن وفي جزيرة العرب, بعد أن فشلت أحلامها الوردية في العراق وأوشك أملها أن يتلاشى في بقائها هناك. إن الاستمرار في العمل على التحريض لفصل جنوب اليمن عن شماله هو عمل لا أخلاقي ومحكوم عليه بالفشل المسبق. وإن كان بعض اليمنيين يجدون مبررا لأنتقاد جانب أو آخر من أداء حكومة بلدهم, وهذا حقهم, لكن ليس المطلوب أن نعين المنتقدين من أجل تخريب اليمن وتمزيقه, كما ان ليس لهم أي مبرر في وضع أيديهم بأيدي إيران, كما أن بعض تحركاتهم وإن كانت وطنية كما يعتقدون فإنها لا يمكن أن تكون كذلك طالما تماشت مع المخطط الإيراني التخريبي في اليمن. فالشعب اليمني لن يقبل تدخلا من طهران ولا من غيرها, وعندما تنكشف اللعبة الإيرانية, وهي بدأت في الانكشاف, سيظهر جلياً موقف الشعب اليمني من دعوات الانفصال. من المؤسف ان حكام طهران قد تمادوا في غي تدخلاتهم السافرة, وبالطبع فان تحريض الشعوب ضد حكوماتها ودولها ليس من أخلاق الدول الكبيرة وليس من تصرفات الأنظمة المحترمة ولا تمارس ذلك إلا الدول المارقة والأنظمة المخربة التي تبحث لنفسها عن دور. وطهران ليس لها أي حق في التحريض المستمر ضد اليمن أو مصر أو السعودية أو غيرها من الدول العربية, فالعرب يعرفون مدى الاستياء الإيراني الداخلي من حكم محمود أحمدي نجاد ومن حكم الملالي, لكن لأن الدول العربية تحترم نفسها لم تدخل اللعبة القذرة بتحريض الشعب الإيراني على قيادته كما يفعل النظام الإيراني بشكل سافر لا ينم عن أي احترام للطرف الآخر, ذلك الطرف العربي الذي ما يزال منضبطاً ومتمسكا بالأخلاقيات الديبلوماسية وبمبادئ حسن الجوار, بالأفعال وليس كما يفعل جيرانه. ومن المؤسف ان النظام الايراني ما زال مصرا على الطائفية في تحركاته التوسعية, السياسية والأيديولوجية. والمشكلة أن البعض القليل من الشارع العربي والإسلامي يصدق أكاذيب إيران بشأن ادعائها العمل على حماية الإسلام, والحقيقة أن إيران تحاول تأجيج صراعاً سنياً شيعياً لتحقيق أهدافها السياسية. والكل يعلم أن السنة والشيعة عاشوا بسلام مئات السنين ولم تنبش خلافاتهم إلا إيران منذ نجاح الثورة الخمينية وبعد حرب العراق الأخيرة. إذن الأهداف الإيرانية لم تتغير وإن تغيرت الآليات, من أجل تنفيذ مخططاتها وطموحاتها الفارسية, وغير المشروعية في المنطقة, عن طريق إشغال أقوى الدول العربية, كمصر والسعودية, وغيرهما من دول المنطقة, لصرف انتباهها عن مخططاتها في العراق وأفغانستان, ولتحقيق الهدف من برنامجها النووي د. أيمن الهاشمي
تقسيم اليمن
رغم التحريض الايراني لاتزال الدول العربية تمارس ضبط النفس وتعمل بمبادئ حسن الجوار
ليس ثمة شك في أن أمن اليمن هو جزء لا يتجزأ من الامن العربي ككل, والأمن الخليجي بخاصة, وأن العبث بأمن هذا البلد الغالي من الوطن العربي هو مساس بأمن المنطقة العربية, لهذا فإننا اليوم بحاجة إلى أفعال تترجم هذا الموقف الواضح للحفاظ على وحدة اليمن. ونقر بان للقيادة اليمنية دورها المهم في الحفاظ على وحدة اراضيها والضرب بشدة على كل يد تريد العبث بامن البلاد, ونعترف بان هناك تقصيراً عربياً تجاه اليمن التي تكالبت عليها مختلف القوى والتيارات ومختلف التحديات الامنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية بحكم موقعها الجغرافي الحرج, اليمن هي عمق ستراتيجي للعرب, ولذلك يجب على العرب ان يقفوا مع امن ووحدة واستقرار اليمن ومنع تعرضه للتداخلات الاجنبية, ولعل اخطر ماتتعرض له اليمن التدخل الايراني للانتقام من مواقفه الثابت ضد التمرد الطائفي ومؤامرة الحوثيين التي كشفت اوراقها حقائق رهيبة عن الدور الايراني في زعزعة امن اليمن والتحريض على الفتنة. قبل فترة وجيزة اعلن السيد رئيس البرلمان اليمني حمير بن عبد الله الأحمر عن قيام مجاميع تكفيرية إيرانية بنشر فكر مذهبي قائم على التطرف في بلاده, فضلاً عن تغذية وتمويل أعمال العنف. وقال الأحمر في تصريحٍ صحافي "إن هناك جماعات لها تواصل مع الحوثيين وتسعى إلى نشر أفكارها, الأمر الذي يشكل خطرًا على اليمن", وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد أعلن أن جماعة الحوثي الشيعية المتمردة في بلاده تحصل على دعم من "حزب الله" اللبناني. وأضاف: "إن الحوثيين تلقوا خبرات في صنع القنابل والألغام والذخائر من بعض الخبراء وبعض العناصر الذين ينتمون إلى "حزب الله" وأن بعض العناصر الحوثية يذهب إلى لبنان". وفي سياقٍ متصل, أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب باليمن أخيراً, حكمًا بالإدانة على شخصين متهمين بالتجسس لمصلحة إيران, وقضت بإعدامهما علانية. إن ما يحدث في اليمن اليوم هو حلم إيراني آخر بدولة فارسية و"جمهورية إيرانية" -تدعي أنها شيعية- في مكان جديد هو جنوب اليمن وفي جزيرة العرب, بعد أن فشلت أحلامها الوردية في العراق وأوشك أملها أن يتلاشى في بقائها هناك. إن الاستمرار في العمل على التحريض لفصل جنوب اليمن عن شماله هو عمل لا أخلاقي ومحكوم عليه بالفشل المسبق. وإن كان بعض اليمنيين يجدون مبررا لأنتقاد جانب أو آخر من أداء حكومة بلدهم, وهذا حقهم, لكن ليس المطلوب أن نعين المنتقدين من أجل تخريب اليمن وتمزيقه, كما ان ليس لهم أي مبرر في وضع أيديهم بأيدي إيران, كما أن بعض تحركاتهم وإن كانت وطنية كما يعتقدون فإنها لا يمكن أن تكون كذلك طالما تماشت مع المخطط الإيراني التخريبي في اليمن. فالشعب اليمني لن يقبل تدخلا من طهران ولا من غيرها, وعندما تنكشف اللعبة الإيرانية, وهي بدأت في الانكشاف, سيظهر جلياً موقف الشعب اليمني من دعوات الانفصال. من المؤسف ان حكام طهران قد تمادوا في غي تدخلاتهم السافرة, وبالطبع فان تحريض الشعوب ضد حكوماتها ودولها ليس من أخلاق الدول الكبيرة وليس من تصرفات الأنظمة المحترمة ولا تمارس ذلك إلا الدول المارقة والأنظمة المخربة التي تبحث لنفسها عن دور. وطهران ليس لها أي حق في التحريض المستمر ضد اليمن أو مصر أو السعودية أو غيرها من الدول العربية, فالعرب يعرفون مدى الاستياء الإيراني الداخلي من حكم محمود أحمدي نجاد ومن حكم الملالي, لكن لأن الدول العربية تحترم نفسها لم تدخل اللعبة القذرة بتحريض الشعب الإيراني على قيادته كما يفعل النظام الإيراني بشكل سافر لا ينم عن أي احترام للطرف الآخر, ذلك الطرف العربي الذي ما يزال منضبطاً ومتمسكا بالأخلاقيات الديبلوماسية وبمبادئ حسن الجوار, بالأفعال وليس كما يفعل جيرانه. ومن المؤسف ان النظام الايراني ما زال مصرا على الطائفية في تحركاته التوسعية, السياسية والأيديولوجية. والمشكلة أن البعض القليل من الشارع العربي والإسلامي يصدق أكاذيب إيران بشأن ادعائها العمل على حماية الإسلام, والحقيقة أن إيران تحاول تأجيج صراعاً سنياً شيعياً لتحقيق أهدافها السياسية. والكل يعلم أن السنة والشيعة عاشوا بسلام مئات السنين ولم تنبش خلافاتهم إلا إيران منذ نجاح الثورة الخمينية وبعد حرب العراق الأخيرة. إذن الأهداف الإيرانية لم تتغير وإن تغيرت الآليات, من أجل تنفيذ مخططاتها وطموحاتها الفارسية, وغير المشروعية في المنطقة, عن طريق إشغال أقوى الدول العربية, كمصر والسعودية, وغيرهما من دول المنطقة, لصرف انتباهها عن مخططاتها في العراق وأفغانستان, ولتحقيق الهدف من برنامجها النووي
د. أيمن الهاشمي