ما الذي يتعين عمله لوقف النفوذ المتنامي لإيران في الدول العربية؟ صوفيا - محمد خلف: ليس سرا أن الاجتماع الذي عقده في أبو ظبي وزراء خارجية بعض الدول العربية تكرس للبحث في قضية تعد الأهم الآن بعد تكرس الانقسام الفلسطيني والعربي الذي لإيران اليد الطولى في حدوثه كجزء من محاولاتها الرامية إلى الإمساك بالقضايا العربية المركزية وفرض هيمنتها المباشرة على الشرق الأوسط، وهي حماية الأمن القومي العربي من الانهيار. وتوقعت دوائر دبلوماسية غربية حدوث تصعيد لا يخلو من التوترفي علاقات الدول العربية وإيران على خلفية تنامي تدخلها في الشؤون الداخلية في الدول العربية وخلق جيوب طائفية ودويلات موازية داخل الدول كما حصل في العراق ولبنان وغزة. تعتقد إيران ومخططو استراتيجيات الجمهورية الإسلامية أن المرحلة التي تعيشها المنطقة حيث التحولات الجذرية في السياسة الأمريكية الخارجية المرتقبة لإدارة اوباما، وعودة روسيا كقوة مؤثرة في الساحة الدولية، وتنامي دورالحركات الجهادية،وضعف النظام العربي وتردي العلاقات العربية- العربية، فرصة لبسط النفوذ الإيراني وتعزيزه، عبر وكلائها في المنطقة المنتشرين في كل الدول العربية ودعم برامجهم الخدمية والإنسانية بالاموال التي ينفذونها بواسطة هيئات خيرية واجتماعية متعددة. وتتبع إيران لتحقيق هدفها الرئيسي في الهيمنة وفق المراقبين » سياسة « الهيمنة الناعمة » وتقضي بزرع خلايا مذهبية نائمة وفاعلة في البلدان العربية « العراق ومصر والسودان وغزة »، وفتح المراكز الثقافية والمكتبات الدينية التي تروج للمذهب الشيعي والمعاهد التعليمية الدينية »مدارس المهدي في لبنان« ومثيلاتها في العراق التي تشرف عليها مؤسسة شهيد المحراب التي يديرها نجل الزعيم الشيعي عبد العزيم الحكيم عمار الذي بات يوصف في العراق باسم »عدي الحكيم« نسبة إلى نجل الطاغية المقبور صدام حسين. حزب الله المغاربي وتشير تقارير أمنية عربية إلى أن إيران تقف وراء الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر،وفي هذا السياق قال النائب في البرلمان الجزائري عبد الرحمن سعيدي ان إيران تنفذ مشروع » حزب الله المغاربي« الذي يستهدف تونس والمغرب والجزائر. وكانت العلاقات القوية بين طهران والجبهة الإسلامية القومية في السودان مثار تعليقات كثيرة واتهامات خطيرة وصلت إلى الحديث عن وجود مقاتلين إيرانيين في صفوف القوات الحكومية أثناء الحرب ضد التمرد الجنوبي. وتعمد إيران وفق المراقبين إلى بسط نفوذها عبر ثلاث وسائل أساسية هي: الدعاية والتحريض ودعم الجماعات الموالية لها ماليا ومعنويا وحتى بالسلاح، وتخريب قوة الدولة المستهدفة وما حدث فى العراق خلال السنوات الخمس المنصرمة أفضل دليل على ذلك، ناهيك عن لبنان الدولة التي سقطت بالكامل في يد حزب الله وغزة التي أصبحت دويلة داخل اللادولة. أن امتلاك إيران السلاح النووي يمثل برأي كل المحللين» خطرا كبيرا بالدرجة الأولى على منطقة الخليج التي ستكون الضحية الأولى لمثل هذا التغير الستراتيجي في موازين القوى في المنطقة«، ويؤكد المراقبون أن إيران إذا ما حازت القنبلة النووية فأنها ستستخدم حلفاء لها في المنطقة في شن هجمات تستهدف المصالح الغربية والعربية الرافضة لنهجهها ونفوذها،وقال الخبير باري روبين لجريدة » الحياة اللندنية« إذا حققت إيران ما تبغيه وتهدف إليه فستعيق أي فرصة لتسوية سلمية في المنطقة، وستدفع بها إلى اراقة دماء قد تستمر طويلا. ووفقا لجريدة »نيويورك تايمز« فأن العقبة الأكبر التي تواجه إيران ومساعيها لنشر ثقافتها في المنطقة العربية هي إن غالبية مسلمي الدول العربية هم من السنة مضيفة « أن قرونا من عدم الثقة تباعد بين العرب والفرس، كما وتفصل هوة سحيقة بين ثقافتي الأمتين. تقاطعات وحذرت أوساط مطلعة من أن مواصلة إيران نهجهها الرامي إلى الهيمنة على المنطقة سيؤدي في النهاية إلى ما سمته »تقاطعات تصطدم بالتحفظ المذهبي، مما سيزيد من حتمية الصدام«. وكانت جريدة »ديلي تلغراف« لفتت الانتباه إلى أن إيران أبرمت اتفاقية عسكرية مع السودان تتيح لها نشر صواريخ باليستية في قاعدة عسكرية قرب العاصمة الخرطوم،وهو يشكل تهديدا فعليا ومباشرا لمصر والسعودية. تقوم إيران بالشراكة مع سوريا حسب تقرير أعده المحلل الإسرائيلي بنحاس عنباري ونشره موقع مركز القدس للشؤون العامة المتخصص بالقضايا العربية بتنفيذ مخطط لزعزعة الاستقراروالامن في الدول العربية المعتدلة بدأ مع حرب غزة واثارة الشارع العربي ضد مصر،وتواصل مع دعوة خالد مشعل الى تأسيس منظمة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، وقال ان محوره الثالث هو زعزعة الأوضاع في الأردن والسعودية ومصر بإثارة التوترات والفتن السياسية والاجتماعية عبر الأدوات المحلية المدعومة مباشرة من إيران. ما لم يعرف حتى الآن هو القرارات التي اتخذها اجتماع أبو ظبي لمواجهة هذا المخطط ومنع وقوع المنطقة بيد إيران الساعية ليس فقط إلى فرض هيمنتها ونفوذها، بل ومواجهة الغرب والولايات المتحدة خاصة خارج ساحتها الداخلية لتجنيبها أية خسائر مادية وبشرية محتملة. ترى الأوساط والدوائر العربية المعنية ضرورة عدم التأخر أبدا في وضع آليات وإجراءات وقائية تتسم بالقوة للحد من النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة والذي يهدد جديا وفي الصميم الأمن القومي العربي. محمد خلف
ما الذي يتعين عمله لوقف النفوذ المتنامي لإيران في الدول العربية؟
صوفيا - محمد خلف: ليس سرا أن الاجتماع الذي عقده في أبو ظبي وزراء خارجية بعض الدول العربية تكرس للبحث في قضية تعد الأهم الآن بعد تكرس الانقسام الفلسطيني والعربي الذي لإيران اليد الطولى في حدوثه كجزء من محاولاتها الرامية إلى الإمساك بالقضايا العربية المركزية وفرض هيمنتها المباشرة على الشرق الأوسط، وهي حماية الأمن القومي العربي من الانهيار. وتوقعت دوائر دبلوماسية غربية حدوث تصعيد لا يخلو من التوترفي علاقات الدول العربية وإيران على خلفية تنامي تدخلها في الشؤون الداخلية في الدول العربية وخلق جيوب طائفية ودويلات موازية داخل الدول كما حصل في العراق ولبنان وغزة. تعتقد إيران ومخططو استراتيجيات الجمهورية الإسلامية أن المرحلة التي تعيشها المنطقة حيث التحولات الجذرية في السياسة الأمريكية الخارجية المرتقبة لإدارة اوباما، وعودة روسيا كقوة مؤثرة في الساحة الدولية، وتنامي دورالحركات الجهادية،وضعف النظام العربي وتردي العلاقات العربية- العربية، فرصة لبسط النفوذ الإيراني وتعزيزه، عبر وكلائها في المنطقة المنتشرين في كل الدول العربية ودعم برامجهم الخدمية والإنسانية بالاموال التي ينفذونها بواسطة هيئات خيرية واجتماعية متعددة. وتتبع إيران لتحقيق هدفها الرئيسي في الهيمنة وفق المراقبين » سياسة « الهيمنة الناعمة » وتقضي بزرع خلايا مذهبية نائمة وفاعلة في البلدان العربية « العراق ومصر والسودان وغزة »، وفتح المراكز الثقافية والمكتبات الدينية التي تروج للمذهب الشيعي والمعاهد التعليمية الدينية »مدارس المهدي في لبنان« ومثيلاتها في العراق التي تشرف عليها مؤسسة شهيد المحراب التي يديرها نجل الزعيم الشيعي عبد العزيم الحكيم عمار الذي بات يوصف في العراق باسم »عدي الحكيم« نسبة إلى نجل الطاغية المقبور صدام حسين. حزب الله المغاربي وتشير تقارير أمنية عربية إلى أن إيران تقف وراء الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الجزائر،وفي هذا السياق قال النائب في البرلمان الجزائري عبد الرحمن سعيدي ان إيران تنفذ مشروع » حزب الله المغاربي« الذي يستهدف تونس والمغرب والجزائر. وكانت العلاقات القوية بين طهران والجبهة الإسلامية القومية في السودان مثار تعليقات كثيرة واتهامات خطيرة وصلت إلى الحديث عن وجود مقاتلين إيرانيين في صفوف القوات الحكومية أثناء الحرب ضد التمرد الجنوبي. وتعمد إيران وفق المراقبين إلى بسط نفوذها عبر ثلاث وسائل أساسية هي: الدعاية والتحريض ودعم الجماعات الموالية لها ماليا ومعنويا وحتى بالسلاح، وتخريب قوة الدولة المستهدفة وما حدث فى العراق خلال السنوات الخمس المنصرمة أفضل دليل على ذلك، ناهيك عن لبنان الدولة التي سقطت بالكامل في يد حزب الله وغزة التي أصبحت دويلة داخل اللادولة. أن امتلاك إيران السلاح النووي يمثل برأي كل المحللين» خطرا كبيرا بالدرجة الأولى على منطقة الخليج التي ستكون الضحية الأولى لمثل هذا التغير الستراتيجي في موازين القوى في المنطقة«، ويؤكد المراقبون أن إيران إذا ما حازت القنبلة النووية فأنها ستستخدم حلفاء لها في المنطقة في شن هجمات تستهدف المصالح الغربية والعربية الرافضة لنهجهها ونفوذها،وقال الخبير باري روبين لجريدة » الحياة اللندنية« إذا حققت إيران ما تبغيه وتهدف إليه فستعيق أي فرصة لتسوية سلمية في المنطقة، وستدفع بها إلى اراقة دماء قد تستمر طويلا. ووفقا لجريدة »نيويورك تايمز« فأن العقبة الأكبر التي تواجه إيران ومساعيها لنشر ثقافتها في المنطقة العربية هي إن غالبية مسلمي الدول العربية هم من السنة مضيفة « أن قرونا من عدم الثقة تباعد بين العرب والفرس، كما وتفصل هوة سحيقة بين ثقافتي الأمتين. تقاطعات وحذرت أوساط مطلعة من أن مواصلة إيران نهجهها الرامي إلى الهيمنة على المنطقة سيؤدي في النهاية إلى ما سمته »تقاطعات تصطدم بالتحفظ المذهبي، مما سيزيد من حتمية الصدام«. وكانت جريدة »ديلي تلغراف« لفتت الانتباه إلى أن إيران أبرمت اتفاقية عسكرية مع السودان تتيح لها نشر صواريخ باليستية في قاعدة عسكرية قرب العاصمة الخرطوم،وهو يشكل تهديدا فعليا ومباشرا لمصر والسعودية. تقوم إيران بالشراكة مع سوريا حسب تقرير أعده المحلل الإسرائيلي بنحاس عنباري ونشره موقع مركز القدس للشؤون العامة المتخصص بالقضايا العربية بتنفيذ مخطط لزعزعة الاستقراروالامن في الدول العربية المعتدلة بدأ مع حرب غزة واثارة الشارع العربي ضد مصر،وتواصل مع دعوة خالد مشعل الى تأسيس منظمة بديلة عن منظمة التحرير الفلسطينية، وقال ان محوره الثالث هو زعزعة الأوضاع في الأردن والسعودية ومصر بإثارة التوترات والفتن السياسية والاجتماعية عبر الأدوات المحلية المدعومة مباشرة من إيران. ما لم يعرف حتى الآن هو القرارات التي اتخذها اجتماع أبو ظبي لمواجهة هذا المخطط ومنع وقوع المنطقة بيد إيران الساعية ليس فقط إلى فرض هيمنتها ونفوذها، بل ومواجهة الغرب والولايات المتحدة خاصة خارج ساحتها الداخلية لتجنيبها أية خسائر مادية وبشرية محتملة. ترى الأوساط والدوائر العربية المعنية ضرورة عدم التأخر أبدا في وضع آليات وإجراءات وقائية تتسم بالقوة للحد من النفوذ الإيراني المتنامي في المنطقة والذي يهدد جديا وفي الصميم الأمن القومي العربي.
محمد خلف