علي المتروك حاول الكاتب القرمطي علي المتروك بيان أنه ليس الشيعة وحدهم يحبون آل البيت عليهم السلام ولكن أهل السنة يقولون بذلك في محاولة خبيثة منه للدلالة على أن الشيعة على حق والسنة على باطل .والغريب أنه يكتب ذلك بدعوى التقريب، فكتب ضمن سلسلة كتاباته التي عنونها بعنوان دلائل دعوة للتقارب بين السُّنة والشيعة ومناهضة التكفير، ويالها من دعوة بدأها بمنكر حينما طلب من السنة محبة آل البيت (ع) ،ولم يورد أي شيئ عن ضرورة محبة الشيعة للصحابة أو زوجات الرسول (ص) . مما يدل على أن معنى التقارب عنده هو تخلي أهل السنة عن محبة الصحابة الذين مدحهم الله بكتابه الكريم وبشرهم الرسول (ص) بالجنة واكتفائه بحب آل البيت (ع) ثم تقليد دعاة الإثنا عشرية الذين استمدوا ديانتهم وطقوسهم من مجوس الفرس الزرادشتيين والمزدكيين . ولكشف زيف دعوى هذا القرمطي الذي خدع كثيراً من السنة حتى اعتبروه معتدلاً ،فلنقرأ مقاله الذي نشره في صحيفة الوطن الكويتية والذي قال فيهً: في قوله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} «الأحزاب56».عد العلماء المحققون وأصحاب السنن والائمة المجتهدون أن هذه الآية الكريمة من الآيات الواردة في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته الميامين، كما دلت على ذلك أخبار كثيرة فوق حد الحصر، توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث، ومنها (كتاب الصواعق لابن حجر الهيثمي في صفحة 87 ط الميمنية)، عند ذكره هذه الآية فانه قد روى جملة من الأخبار الصحيحة المشيرة إلى أن الصلاة على آله ايضا مأمور بها منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تصلوا علي صلاة البتراء)، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون بل قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد.وفي صحيح البخاري في كتاب الدعوات في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم روى بسنده عن عبدالرحمن بن ابي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا: يا رسول الله قد علمتنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال صلى الله عليه وسلم: فقولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد.ورواه النسائي أيضا في صحيحه 190/1، ورواه احمد بن حنبل في مسنده 47/2، ورواه الطحاوي في مشاكل الآثار 73/3، وفي سنن الدارقطني ص136 روى بسنده عن ابي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يصلِّ بها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه، وإلى هذا المعنى أشار الإمام الشافعي بقوله: يا أهل بيت رسول الله حبكمفرض من الله في القرآن أنزلهكفاكم من عظيم الفخر إنكممن لم يصلِّ عليكم لا صلاة لهوفي كتاب (القول القيم) قال شيخ الإسلام ابن القيم ص40: فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حق له ولآله دون سائر الأمة، ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره، فمن قال إن آله في الصلاة هم الأمة فقد أبعد غاية الإبعاد.وللفخر الرازي كلام في هذا الموضوع كما ذكره ابن حجر في (صواعقه ص147 ط المحمدية) إن أهل بيته صلوات الله عليهم يساوونه في خمسة: في السلام قال: السلام عليك أيها النبي وقال سلام على آل ياسين وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد وفي الطهارة قال تعالى : {طه} أي يا طاهر وقال {ويطهركم تطهيرا} وفي تحريم الصدقة وفي المحبة قال تعالى: {فاتبعوني يحببكم الله} وقال: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}، وقد ثبت أن المعنيين في هذه الآية في كتب الحديث أنهم علي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء في الحديث المعروف المروي من عدة مصادر في كتب الحديث.ومن هنا نجد أن علماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم اهتموا ببيان فضائل أهل البيت، ومناقبهم، وما خصهم الله جل شأن من المراتب العالية، ويذكر ابن أبي يعلى في كتابه (طبقات الحنابلة) أن بعض العلماء استنكروا حديثا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عليا قسيم النار، فذهبوا إلى الإمام أحمد بن حنبل يسألونه فقال: وما تنكرون من هذا الحديث أليس وقد رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، فقالوا بلى: فقال: فأين المؤمن؟ قالوا في الجنة، فقال: فأين الكافر؟ فقالوا في النار، فقال إذاً علي قسيم النار.وهذا ابن حجر العسقلاني العالم المتضلع بعلوم الحديث وصاحب شرح صحيح البخاري في كتابه (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) يقول: في الإصابة: وتتبع الحافظ أبوعبدالرحمن النسائي ما خص به علي بن أبي طالب دون غيره من الصحابة فجمع من ذلك شيئاً كثيراً بأسانيد أكثرها جياد (يعني جيدة) وكذلك الإمام أحمد في مسنده لم يرو لأحد من الصحابة من الفضائل أكثر مما روى لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وقد تواترت أحاديث نبوية وآيات قرآنية تحض على التمسك بموالاة أهل البيت والسير على نهجهم، كما جاء في الحديث المتواتر، وهو حديث الثقلين حين قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في حجة الوداع: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) وقد بلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره، فإنه قد رواه الفريقان السنة، والشيعة، وعرفه الخاص والعام، حتى كاد يتجاوز حد التواتر، ومن مصادره على سبيل المثال لا الحصر مسند احمد بن حنبل ج 3 ص 17 وفي صحيح مسلم ج 2 ص 238 وقال الترمذي بعد إيراد الحديث، هذا حديث حسن واخرج هذا الحديث الطبري في (ذخائر العقبى ص 16 والحاكم في المستدرك ج3 ص 2109واخرجه ايضا القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 25 من طرق شتى كما اخرج ابن حجر في صواعقه لحديث الثقلين طرقا كثيرة بعد ان صرح بكثرة طرقه التي وردت عن نيف وعشرين صحابياًَ.ورغم كل ما ذكرناه فان السياستين الاموية والعباسية لعبتا دورا اتسم بشتى انواع القسوة والعنف، لإبعاد الامة عن اهل بيت نبيها، فكانوا يأخذون من يشعرون بموالاته لاهل البيت بشتى انواع العنف، على الظنة والتهمة، فهذا الحجاج بن يوسف الثقفي يأمر عامله على ان يطلب من عطية العوفي ان يشتم عليا عليه السلام، فان ابى فيضربه اربعمائة جلدة، وان يحلق لحيته، فأبى عطية العوفي القيام بذلك، فأمضى فيه حكم الحجاج، (تهذيب التهذيب ج 7 ص 201).وجاء في (تهذيب التهذيب ج10 ص 384) ايضا قال ابن حجر: وهو يروى حديثاً عن أبي علي بن الصواف عن عبدالله بن احمد لما حدّث نصر بن علي بن الصحبان حديثا بفضل اهل البيت، امر المتوكل العباسي بضربه الف سوط، فكلمه فيه جعفر بن عبدالواحد وقال له: هو من فعل اهل السنة، فلم يزل به حتى تركه. ان ما يثير العجب والاستغراب، ان الامويين، والعباسيين، والعثمانيين وما تلتهم من عهود اصبحوا في عداد الماضي، الا ان بصمات ما رسموه للامة من مناهج وطرق لإبعادهم عن اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيت ماثلة للعيان حتى وقتنا الحاضر، وابسط مثال على ذلك انك قلما تسمع حديثا او رواية عن أئمة اهل البيت في وسائل الاعلام المختلفة، مع انهم رووا الكثير من الاحاديث عن جدهم المصطفى صلوات الله عليه وآله، الا ان كل ما رووه او معظمه في زوايا النسيان، وبعيد عن متناول الامة، بل لا ابالغ ان قلت ان الامة محرومة من تراث اهل البيت واحاديثهم، وان هناك من يحجب ذلك التراث العظيم عن المسلمين، وهذا ما يعكس حالة التشظي والتمزق والتقاطع المذهبي الذي يأخذ اقصى مداه في شتى الصور والاشكال هذه الايام.ووملاحظاتي التي أسطرها بعد دراسة لامجاملة فيها أن : 1ـ كتب أهل السنة عامرة وزاخرة بأحاديث رووها عن آل البيت (ع) بعكس الكتب الشيعية التي لاتروي من أحاديثهم الصحيحة إلا القليل ، ولكنهم يرون روايات لا أساس ولاسند لها إلا تلفيق اليهود والمجوس المتأسلمين . 2 ـ ماقصده ابن حنبل في رواية قسيم النارهو الحث على محبة الإمام علي (ع) وليس كما يزعم الشيعة بأنه من رضي علي عنه يدخل الجنة ومن غضب عليه يدخله النار .وبناء على ذلك فالنبي (ص) والصحابة والتابعون إلى يومنا هذا، الذين ثبتوا على الإيمان بالله والتمسك بالقرآن وسنة النبي (ص) كلهم قسماء ومخاصمون لأعداء الله وليس لأعداء علي وحده . فلاتحاول اللعب بالألفاظ أيها القرمطي. 3 ـ قول القرمطي علي المتروك بأن الأحاديث تواترت على مرويات وأحاديث لفضل علي عليه السلام مالم يرو لغيره فلماذا لم يذكر علي القرمطي أن النبي عدد فضائل أصحابه ولم يأمر بشتمهم كما يفعل الشيعة وأحفاد القرامطة. 4 ـ أما الحديث المشكوك بنصه والذي يزعم فيه علي القرمطي أن النبي (ص) أمر بالتمسك بكتاب الله ثم عترته فنقول له إن صحيح نص الحديث هو إني تارك الثقلين كتاب الله وسنتي . ولكن حتى مع افتراض صحة حديث كتاب الله وعترتي فإن أهل السنة هم الشيعة الحقيقيون لأنهم تمسكوا بالكتاب وآل البيت عليهم السلام ووقفوا إلى جانبهم واستشهدوا في سبيل الدفاع عنهم ،ولكن من يزعمون أنهم من آل البيت اليوم زوراً وبهتاناًً استناداً إلى مشجرات مزيفة جعل أهل السنة يتخوفون من التمسك بالمزورين الذين لم يتورعوا عن تزييف النسب فكيف لايتورعون عن إضلالهم عن الطريق المستقيم ، ولذلك فإن ظروف الحديث تغيرت فتغير وجوب التمسك بفقرة آل البيت (ع). بل إن مجرد طرح هذا الموضوع المنتهي واقعاً وافتراضاً عبارة عن عبث ومحرم ،خاصة مع توفر قصد الفتنة عند من يثيرون أمور محبة آل البيت عليهم السلام بقصد النيل من طرف مسلم قريب من الله ورسوله (ص) وهذا الطرف هو أهل السنة. والأمر الآخر يادعي التقريب هو أن المقصود بآل البيت (ع) هم من عاصروا النبي (ص) وعايشوا الصحابة والتابعين ومن تلاهم من الأجيال الأولى للإسلام حتى يأخذ المسلمون منهم العبادات والمناسك التي كانوا أقرب الناس إليه وشاهدوه عن كثب وهو يؤديها بما في ذلك زوجاته وأبناءهم وبناتهم وذريتهم الرائدة في الإسلام . أما اليوم فأغلب هؤلاء الذرية المباركة من أهل السنة والناس يقدرونهم ويجلونهم وليسو من الشيعة فلماذا لاتفعل مثل أهل السنة أيها الشيعي القرمطي وتحب آل البيت (ع ) من السنة .أم أن آل البيت (ع) الذين تقلدهم هم فقط الصفويين المجوس وأجدادك القرامطة الذين سكنوا البحرين والإحساء قديماً ,الذين احلوا نكاح المحارم( الأم والبنت والأخت )، والذين زوروا الأحاديث والمرويات التي شوهوا نقلها عن آل البيت الحقيقيين الذين كان أهل السنة ولازالوا يجلونهم ويحترمونهم . 4 ـ لنفترض أن المسلمين تمسكوا بعترة النبي (ص) إلى يومنا هذا . فتصور مالذي سيحدث ! الذي سيحدث أن كل فرد من آل البيت سيكون له منهجه الذي تطرف به إلى حد شرب الخمر وإلغاء العبادات وتحليل المنكرات كالأغا خان والإسماعيليين والفاطميين وغيرهم كأحبائك من عباد الفروج وزنا المتعة من الإثني عشرية.وهي متعة كانت مباحة ثم حرمها النبي (ص) وسيدنا علي (ع) كما نزل تحريم أمور كثيرة وفرض فرائض كثيرة بالتدريج . 5 ـ مادام عندنا كتاب الله فلماذا نبحث عن أناس مزيفيين أو منحرفين ونقتدي بهم ،فالأصوب أن نتمسك بكتاب الله كأصل أول ولانتمسك بقضية العترة والولي الفقيه والتقليد الأعمى لمدعي الإنتساب لآل البيت (ع) والمذهب الإثنا عشري الذي يستند إلى المحرف من قولهم ، وهو مذهب إثنا عشرية لاشك بأنه سيذهب بأهله لامحالة إلى النار ، فاتعظ أيها القرمطي واستغفر ربك لأجدادك القرامطة الذين فعلوا المنكر بأمهاتكم وجداتكم وأخواتكم حينما زنوا بهم زنا المحارم ثم لما اشتد الخناق عليهم تخفوا بلباس مزيفي اتباع المذهب الإثني عشرية. محمد عبد رب الحسين إحسائي شيعي سابقاً سني حالياً والحمد لله
علي المتروك
حاول الكاتب القرمطي علي المتروك بيان أنه ليس الشيعة وحدهم يحبون آل البيت عليهم السلام ولكن أهل السنة يقولون بذلك في محاولة خبيثة منه للدلالة على أن الشيعة على حق والسنة على باطل .والغريب أنه يكتب ذلك بدعوى التقريب، فكتب ضمن سلسلة كتاباته التي عنونها بعنوان دلائل دعوة للتقارب بين السُّنة والشيعة ومناهضة التكفير، ويالها من دعوة بدأها بمنكر حينما طلب من السنة محبة آل البيت (ع) ،ولم يورد أي شيئ عن ضرورة محبة الشيعة للصحابة أو زوجات الرسول (ص) . مما يدل على أن معنى التقارب عنده هو تخلي أهل السنة عن محبة الصحابة الذين مدحهم الله بكتابه الكريم وبشرهم الرسول (ص) بالجنة واكتفائه بحب آل البيت (ع) ثم تقليد دعاة الإثنا عشرية الذين استمدوا ديانتهم وطقوسهم من مجوس الفرس الزرادشتيين والمزدكيين . ولكشف زيف دعوى هذا القرمطي الذي خدع كثيراً من السنة حتى اعتبروه معتدلاً ،فلنقرأ مقاله الذي نشره في صحيفة الوطن الكويتية والذي قال فيهً: في قوله عز وجل: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} «الأحزاب56».عد العلماء المحققون وأصحاب السنن والائمة المجتهدون أن هذه الآية الكريمة من الآيات الواردة في فضل النبي صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته الميامين، كما دلت على ذلك أخبار كثيرة فوق حد الحصر، توجد في طيات كتب الفقه والتفسير والحديث، ومنها (كتاب الصواعق لابن حجر الهيثمي في صفحة 87 ط الميمنية)، عند ذكره هذه الآية فانه قد روى جملة من الأخبار الصحيحة المشيرة إلى أن الصلاة على آله ايضا مأمور بها منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تصلوا علي صلاة البتراء)، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلّ على محمد وتمسكون بل قولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد.وفي صحيح البخاري في كتاب الدعوات في باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم روى بسنده عن عبدالرحمن بن ابي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا فقلنا: يا رسول الله قد علمتنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال صلى الله عليه وسلم: فقولوا: اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد.ورواه النسائي أيضا في صحيحه 190/1، ورواه احمد بن حنبل في مسنده 47/2، ورواه الطحاوي في مشاكل الآثار 73/3، وفي سنن الدارقطني ص136 روى بسنده عن ابي مسعود الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يصلِّ بها علي وعلى أهل بيتي لم تقبل منه، وإلى هذا المعنى أشار الإمام الشافعي بقوله:
يا أهل بيت رسول الله حبكمفرض من الله في القرآن أنزلهكفاكم من عظيم الفخر إنكممن لم يصلِّ عليكم لا صلاة لهوفي كتاب (القول القيم) قال شيخ الإسلام ابن القيم ص40: فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حق له ولآله دون سائر الأمة، ولهذا تجب عليه وعلى آله عند الشافعي وغيره، فمن قال إن آله في الصلاة هم الأمة فقد أبعد غاية الإبعاد.وللفخر الرازي كلام في هذا الموضوع كما ذكره ابن حجر في (صواعقه ص147 ط المحمدية) إن أهل بيته صلوات الله عليهم يساوونه في خمسة: في السلام قال: السلام عليك أيها النبي وقال سلام على آل ياسين وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد وفي الطهارة قال تعالى : {طه} أي يا طاهر وقال {ويطهركم تطهيرا} وفي تحريم الصدقة وفي المحبة قال تعالى: {فاتبعوني يحببكم الله} وقال: {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}، وقد ثبت أن المعنيين في هذه الآية في كتب الحديث أنهم علي عليه السلام وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء في الحديث المعروف المروي من عدة مصادر في كتب الحديث.ومن هنا نجد أن علماء المسلمين على اختلاف مذاهبهم اهتموا ببيان فضائل أهل البيت، ومناقبهم، وما خصهم الله جل شأن من المراتب العالية، ويذكر ابن أبي يعلى في كتابه (طبقات الحنابلة) أن بعض العلماء استنكروا حديثا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أن عليا قسيم النار، فذهبوا إلى الإمام أحمد بن حنبل يسألونه فقال: وما تنكرون من هذا الحديث أليس وقد رويتم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، فقالوا بلى: فقال: فأين المؤمن؟ قالوا في الجنة، فقال: فأين الكافر؟ فقالوا في النار، فقال إذاً علي قسيم النار.وهذا ابن حجر العسقلاني العالم المتضلع بعلوم الحديث وصاحب شرح صحيح البخاري في كتابه (فتح الباري في شرح صحيح البخاري) يقول: في الإصابة: وتتبع الحافظ أبوعبدالرحمن النسائي ما خص به علي بن أبي طالب دون غيره من الصحابة فجمع من ذلك شيئاً كثيراً بأسانيد أكثرها جياد (يعني جيدة) وكذلك الإمام أحمد في مسنده لم يرو لأحد من الصحابة من الفضائل أكثر مما روى لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وقد تواترت أحاديث نبوية وآيات قرآنية تحض على التمسك بموالاة أهل البيت والسير على نهجهم، كما جاء في الحديث المتواتر، وهو حديث الثقلين حين قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله في حجة الوداع: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) وقد بلغ هذا الحديث الشريف من الشهرة ما أغنى استطراد مصادره، فإنه قد رواه الفريقان السنة، والشيعة، وعرفه الخاص والعام، حتى كاد يتجاوز حد التواتر، ومن مصادره على سبيل المثال لا الحصر مسند احمد بن حنبل ج 3 ص 17 وفي صحيح مسلم ج 2 ص 238 وقال الترمذي بعد إيراد الحديث، هذا حديث حسن واخرج هذا الحديث الطبري في (ذخائر العقبى ص 16 والحاكم في المستدرك ج3 ص 2109واخرجه ايضا القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ص 25 من طرق شتى كما اخرج ابن حجر في صواعقه لحديث الثقلين طرقا كثيرة بعد ان صرح بكثرة طرقه التي وردت عن نيف وعشرين صحابياًَ.ورغم كل ما ذكرناه فان السياستين الاموية والعباسية لعبتا دورا اتسم بشتى انواع القسوة والعنف، لإبعاد الامة عن اهل بيت نبيها، فكانوا يأخذون من يشعرون بموالاته لاهل البيت بشتى انواع العنف، على الظنة والتهمة، فهذا الحجاج بن يوسف الثقفي يأمر عامله على ان يطلب من عطية العوفي ان يشتم عليا عليه السلام، فان ابى فيضربه اربعمائة جلدة، وان يحلق لحيته، فأبى عطية العوفي القيام بذلك، فأمضى فيه حكم الحجاج، (تهذيب التهذيب ج 7 ص 201).وجاء في (تهذيب التهذيب ج10 ص 384) ايضا قال ابن حجر: وهو يروى حديثاً عن أبي علي بن الصواف عن عبدالله بن احمد لما حدّث نصر بن علي بن الصحبان حديثا بفضل اهل البيت، امر المتوكل العباسي بضربه الف سوط، فكلمه فيه جعفر بن عبدالواحد وقال له: هو من فعل اهل السنة، فلم يزل به حتى تركه. ان ما يثير العجب والاستغراب، ان الامويين، والعباسيين، والعثمانيين وما تلتهم من عهود اصبحوا في عداد الماضي، الا ان بصمات ما رسموه للامة من مناهج وطرق لإبعادهم عن اهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيت ماثلة للعيان حتى وقتنا الحاضر، وابسط مثال على ذلك انك قلما تسمع حديثا او رواية عن أئمة اهل البيت في وسائل الاعلام المختلفة، مع انهم رووا الكثير من الاحاديث عن جدهم المصطفى صلوات الله عليه وآله، الا ان كل ما رووه او معظمه في زوايا النسيان، وبعيد عن متناول الامة، بل لا ابالغ ان قلت ان الامة محرومة من تراث اهل البيت واحاديثهم، وان هناك من يحجب ذلك التراث العظيم عن المسلمين، وهذا ما يعكس حالة التشظي والتمزق والتقاطع المذهبي الذي يأخذ اقصى مداه في شتى الصور والاشكال هذه الايام.ووملاحظاتي التي أسطرها بعد دراسة لامجاملة فيها أن :
1ـ كتب أهل السنة عامرة وزاخرة بأحاديث رووها عن آل البيت (ع) بعكس الكتب الشيعية التي لاتروي من أحاديثهم الصحيحة إلا القليل ، ولكنهم يرون روايات لا أساس ولاسند لها إلا تلفيق اليهود والمجوس المتأسلمين .
2 ـ ماقصده ابن حنبل في رواية قسيم النارهو الحث على محبة الإمام علي (ع) وليس كما يزعم الشيعة بأنه من رضي علي عنه يدخل الجنة ومن غضب عليه يدخله النار .وبناء على ذلك فالنبي (ص) والصحابة والتابعون إلى يومنا هذا، الذين ثبتوا على الإيمان بالله والتمسك بالقرآن وسنة النبي (ص) كلهم قسماء ومخاصمون لأعداء الله وليس لأعداء علي وحده . فلاتحاول اللعب بالألفاظ أيها القرمطي.
3 ـ قول القرمطي علي المتروك بأن الأحاديث تواترت على مرويات وأحاديث لفضل علي عليه السلام مالم يرو لغيره فلماذا لم يذكر علي القرمطي أن النبي عدد فضائل أصحابه ولم يأمر بشتمهم كما يفعل الشيعة وأحفاد القرامطة. 4 ـ أما الحديث المشكوك بنصه والذي يزعم فيه علي القرمطي أن النبي (ص) أمر بالتمسك بكتاب الله ثم عترته فنقول له إن صحيح نص الحديث هو إني تارك الثقلين كتاب الله وسنتي . ولكن حتى مع افتراض صحة حديث كتاب الله وعترتي فإن أهل السنة هم الشيعة الحقيقيون لأنهم تمسكوا بالكتاب وآل البيت عليهم السلام ووقفوا إلى جانبهم واستشهدوا في سبيل الدفاع عنهم ،ولكن من يزعمون أنهم من آل البيت اليوم زوراً وبهتاناًً استناداً إلى مشجرات مزيفة جعل أهل السنة يتخوفون من التمسك بالمزورين الذين لم يتورعوا عن تزييف النسب فكيف لايتورعون عن إضلالهم عن الطريق المستقيم ، ولذلك فإن ظروف الحديث تغيرت فتغير وجوب التمسك بفقرة آل البيت (ع). بل إن مجرد طرح هذا الموضوع المنتهي واقعاً وافتراضاً عبارة عن عبث ومحرم ،خاصة مع توفر قصد الفتنة عند من يثيرون أمور محبة آل البيت عليهم السلام بقصد النيل من طرف مسلم قريب من الله ورسوله (ص) وهذا الطرف هو أهل السنة.
والأمر الآخر يادعي التقريب هو أن المقصود بآل البيت (ع) هم من عاصروا النبي (ص) وعايشوا الصحابة والتابعين ومن تلاهم من الأجيال الأولى للإسلام حتى يأخذ المسلمون منهم العبادات والمناسك التي كانوا أقرب الناس إليه وشاهدوه عن كثب وهو يؤديها بما في ذلك زوجاته وأبناءهم وبناتهم وذريتهم الرائدة في الإسلام . أما اليوم فأغلب هؤلاء الذرية المباركة من أهل السنة والناس يقدرونهم ويجلونهم وليسو من الشيعة فلماذا لاتفعل مثل أهل السنة أيها الشيعي القرمطي وتحب آل البيت (ع ) من السنة .أم أن آل البيت (ع) الذين تقلدهم هم فقط الصفويين المجوس وأجدادك القرامطة الذين سكنوا البحرين والإحساء قديماً ,الذين احلوا نكاح المحارم( الأم والبنت والأخت )، والذين زوروا الأحاديث والمرويات التي شوهوا نقلها عن آل البيت الحقيقيين الذين كان أهل السنة ولازالوا يجلونهم ويحترمونهم .
4 ـ لنفترض أن المسلمين تمسكوا بعترة النبي (ص) إلى يومنا هذا . فتصور مالذي سيحدث ! الذي سيحدث أن كل فرد من آل البيت سيكون له منهجه الذي تطرف به إلى حد شرب الخمر وإلغاء العبادات وتحليل المنكرات كالأغا خان والإسماعيليين والفاطميين وغيرهم كأحبائك من عباد الفروج وزنا المتعة من الإثني عشرية.وهي متعة كانت مباحة ثم حرمها النبي (ص) وسيدنا علي (ع) كما نزل تحريم أمور كثيرة وفرض فرائض كثيرة بالتدريج .
5 ـ مادام عندنا كتاب الله فلماذا نبحث عن أناس مزيفيين أو منحرفين ونقتدي بهم ،فالأصوب أن نتمسك بكتاب الله كأصل أول ولانتمسك بقضية العترة والولي الفقيه والتقليد الأعمى لمدعي الإنتساب لآل البيت (ع) والمذهب الإثنا عشري الذي يستند إلى المحرف من قولهم ، وهو مذهب إثنا عشرية لاشك بأنه سيذهب بأهله لامحالة إلى النار ، فاتعظ أيها القرمطي واستغفر ربك لأجدادك القرامطة الذين فعلوا المنكر بأمهاتكم وجداتكم وأخواتكم حينما زنوا بهم زنا المحارم ثم لما اشتد الخناق عليهم تخفوا بلباس مزيفي اتباع المذهب الإثني عشرية.
محمد عبد رب الحسين
إحسائي شيعي سابقاً سني حالياً والحمد لله