الأسطوانة المشروخة كثيرا ما نسمع الاسطوانة المشروخة عن ان البلد تحت تصرف التيارات الإسلامية منذ ثلاثين عاماً , بل يذهب بعضهم بعيدا إلى أنها تحت تصرفهم منذ خمسين عاماً , أي قبل ظهور أي نشاط سياسي لأي تيار إسلامي في الكويت.يصارع الإسلاميون اليوم ويرمون بثقلهم كله نحو بعض القضايا السياسية أو الاجتماعية ويفشلون في ذلك فكيف يفسر ذلك بأنهم أقوياء بل إنهم مسيطرون على البلد ؟كل متابع للشأن السياسي في الكويت يرى ان التيار الليبرالي يمارس الإرهاب الفكري عبر التطرف في طرح قضاياه والفجور في الخصومة ضد كل من يعارض أفكارهم أو يعارض الانحلال الفكري والأخلاقي الذي يدعون إليه بزعم ان ذلك حرية .والمتابع للشأن السياسي وكل من يرجع للحكومات السابقة يرى أيضا السيطرة الطاغية للتيار الليبرالي على المناصب الوزارية , فبينما يتم توزير وزيرين للتيارات الإسلامية , نرى أن في الحكومة على الأقل أربعة وزراء ويصل العدد إلى سبعة وزراء أو أكثر من الليبراليين , بل إن رئيس مجلس الوزراء ونوابه ذوي توجهات ليبرالية وقريبين جدا من الكتل الليبرالية , فهل يمكن أن نحمل التيارات الإسلامية أسباب كل فشل تمر به الكويت مع أن كل الحكومات التي شاركت بها التيارات الإسلامية كان أكثر عدداً للوزراء الإسلاميين فيها لا يتعدى الوزيرين في مقابل أربعة وزراء ليبراليين على الأقل ?النواب الإسلاميون صدقوا مع أنفسهم قبل أن يصدقوا مع ناخبيهم عندما تصدوا للقضايا الأخلاقية ودافعوا عن الثوابت الشرعية , بينما انشغل النواب الليبراليون بإنجازاتهم التي وصفوها بالتاريخية وهي القوانين التي تتعلق بمصالح التجار وخصخصة قطاعات الدولة , ثم ساوموا على القانون الخاص بغرفة التجارة وعلى قانون الاستقرار الاقتصادي ليحددوا مواقفهم من طرح الثقة بوزير الإعلام ضاربين بكل مبادئهم عرض الحائط , خدمة لأجندات معينة بعيدة كل البعد من الحريات والشعارات الانتخابية.كثيرا ما يتسبب الليبراليون بتعطيل التنمية وتعطيل كل ماهو مهم في البلد بتفرغهم للهجوم على كل ما يحفظ لهذا البلد طابعه المحافظ , وكثيرا ما أعادوا التصويت مرارا وتكرارا على قوانين خالفت أهواءهم , كما فعلوا مع قانون مشاركة المرأة في الانتخابات الذي مر بأسلوب أساء للديمقراطية في الكويت. ولو كان للإسلاميين سطوة في الشأن السياسي لتمكنوا من صد الهجمات الشرسة من بعض وسائل الإعلام لديهم , وبذكر وسائل الإعلام فكم وسيلة إعلامية يملك الإسلاميون ? وكم وسيلة إعلامية يملك الليبراليون ? والإجابة عن هذا السؤال ستوضح السبب الذي يجعل الصوت الليبرالي في الكويت أعلى , وخصوصا إذا ما تذكرنا أن أداء النواب الليبراليين في الشأن السياسي بعيد كل البعد من برامجهم الانتخابية وشعاراتهم البراقة ومع ذلك فإن وسائل الإعلام تحافظ على هذا البريق وإن كان الواقع مخالفا له.إن صوت النائبان مرزوق الغانم وصالح الملا فعلا مع طرح الثقة بوزير الإعلام , فإنهم بالفعل قد صدقوا مع أنفسهم في هذه القضية , وأما البقية فلا عزاء لهم , ولو كان الإسلاميون يملكون وسائل إعلام قوية كما هي حال الليبراليين , لاستغلوا الضحك على الذقون الذي يمارسه الليبراليون اليوم ولفضحوا أجندتهم الحقيقية التي غلفت بالحريات.إن قوة المعارضة التي تقابل الليبراليين في القضايا الأخلاقية إنما تكمن في طبيعة الشعب الكويتي الذي جبل على الطابع المحافظ , فلم تلبس نساء الكويت الأوائل عباءاتهن ولم يغطين وجوههن بسبب ما يسمى اليوم بالدين السياسي , ولم يتحاكم الكويتيون الأوائل إلى كتاب الله وسنة رسوله بسبب ما يسمى اليوم بالدين السياسي , وإنما كان ذلك بسبب إتباع الكويتيين عموما لكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) التي وصلتهم عن طريق صحابته وتابعيهم بإحسان إلى يومنا هذا , ولم يضعف هذا الدين إلا بسبب الغزو الفكري الذي تعرضت له المنطقة وهو الذي لوث أفكار الليبراليين الذين سيطروا على البلاد طوال السنوات الماضية التي تخلفت فيها الكويت عن الركب , وتذيلت قوائم النمو وتصدرت قوائم الفساد في الاحصاءات الدولية , والله المستعان. الكاتب مشعل الناميm-alnami@hotmail.com
الأسطوانة المشروخة
كثيرا ما نسمع الاسطوانة المشروخة عن ان البلد تحت تصرف التيارات الإسلامية منذ ثلاثين عاماً , بل يذهب بعضهم بعيدا إلى أنها تحت تصرفهم منذ خمسين عاماً , أي قبل ظهور أي نشاط سياسي لأي تيار إسلامي في الكويت.يصارع الإسلاميون اليوم ويرمون بثقلهم كله نحو بعض القضايا السياسية أو الاجتماعية ويفشلون في ذلك فكيف يفسر ذلك بأنهم أقوياء بل إنهم مسيطرون على البلد ؟كل متابع للشأن السياسي في الكويت يرى ان التيار الليبرالي يمارس الإرهاب الفكري عبر التطرف في طرح قضاياه والفجور في الخصومة ضد كل من يعارض أفكارهم أو يعارض الانحلال الفكري والأخلاقي الذي يدعون إليه بزعم ان ذلك حرية .والمتابع للشأن السياسي وكل من يرجع للحكومات السابقة يرى أيضا السيطرة الطاغية للتيار الليبرالي على المناصب الوزارية , فبينما يتم توزير وزيرين للتيارات الإسلامية , نرى أن في الحكومة على الأقل أربعة وزراء ويصل العدد إلى سبعة وزراء أو أكثر من الليبراليين , بل إن رئيس مجلس الوزراء ونوابه ذوي توجهات ليبرالية وقريبين جدا من الكتل الليبرالية , فهل يمكن أن نحمل التيارات الإسلامية أسباب كل فشل تمر به الكويت مع أن كل الحكومات التي شاركت بها التيارات الإسلامية كان أكثر عدداً للوزراء الإسلاميين فيها لا يتعدى الوزيرين في مقابل أربعة وزراء ليبراليين على الأقل ?النواب الإسلاميون صدقوا مع أنفسهم قبل أن يصدقوا مع ناخبيهم عندما تصدوا للقضايا الأخلاقية ودافعوا عن الثوابت الشرعية , بينما انشغل النواب الليبراليون بإنجازاتهم التي وصفوها بالتاريخية وهي القوانين التي تتعلق بمصالح التجار وخصخصة قطاعات الدولة , ثم ساوموا على القانون الخاص بغرفة التجارة وعلى قانون الاستقرار الاقتصادي ليحددوا مواقفهم من طرح الثقة بوزير الإعلام ضاربين بكل مبادئهم عرض الحائط , خدمة لأجندات معينة بعيدة كل البعد من الحريات والشعارات الانتخابية.كثيرا ما يتسبب الليبراليون بتعطيل التنمية وتعطيل كل ماهو مهم في البلد بتفرغهم للهجوم على كل ما يحفظ لهذا البلد طابعه المحافظ , وكثيرا ما أعادوا التصويت مرارا وتكرارا على قوانين خالفت أهواءهم , كما فعلوا مع قانون مشاركة المرأة في الانتخابات الذي مر بأسلوب أساء للديمقراطية في الكويت.
ولو كان للإسلاميين سطوة في الشأن السياسي لتمكنوا من صد الهجمات الشرسة من بعض وسائل الإعلام لديهم , وبذكر وسائل الإعلام فكم وسيلة إعلامية يملك الإسلاميون ? وكم وسيلة إعلامية يملك الليبراليون ? والإجابة عن هذا السؤال ستوضح السبب الذي يجعل الصوت الليبرالي في الكويت أعلى , وخصوصا إذا ما تذكرنا أن أداء النواب الليبراليين في الشأن السياسي بعيد كل البعد من برامجهم الانتخابية وشعاراتهم البراقة ومع ذلك فإن وسائل الإعلام تحافظ على هذا البريق وإن كان الواقع مخالفا له.إن صوت النائبان مرزوق الغانم وصالح الملا فعلا مع طرح الثقة بوزير الإعلام , فإنهم بالفعل قد صدقوا مع أنفسهم في هذه القضية , وأما البقية فلا عزاء لهم , ولو كان الإسلاميون يملكون وسائل إعلام قوية كما هي حال الليبراليين , لاستغلوا الضحك على الذقون الذي يمارسه الليبراليون اليوم ولفضحوا أجندتهم الحقيقية التي غلفت بالحريات.إن قوة المعارضة التي تقابل الليبراليين في القضايا الأخلاقية إنما تكمن في طبيعة الشعب الكويتي الذي جبل على الطابع المحافظ , فلم تلبس نساء الكويت الأوائل عباءاتهن ولم يغطين وجوههن بسبب ما يسمى اليوم بالدين السياسي , ولم يتحاكم الكويتيون الأوائل إلى كتاب الله وسنة رسوله بسبب ما يسمى اليوم بالدين السياسي , وإنما كان ذلك بسبب إتباع الكويتيين عموما لكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) التي وصلتهم عن طريق صحابته وتابعيهم بإحسان إلى يومنا هذا , ولم يضعف هذا الدين إلا بسبب الغزو الفكري الذي تعرضت له المنطقة وهو الذي لوث أفكار الليبراليين الذين سيطروا على البلاد طوال السنوات الماضية التي تخلفت فيها الكويت عن الركب , وتذيلت قوائم النمو وتصدرت قوائم الفساد في الاحصاءات الدولية , والله المستعان.
الكاتب مشعل النامي