الجالية الإيرانية في الكويت
بمناسبة القبض على شبكة التجسس التابعة لإيران والتي ألقي القبض على بعض أفرادها بينما هرب البعض الآخر إلى لبنان والعراق وسوريا حيث توفر لهم حكومات تلك الدول وعصابات حزب الله وحركة أمل ملاذاً آمناً ،بينما تبين أن بعضهم من الخونة الكويتيين من ذوي الأصول الإيرانية والذين لهم ولذويهم مكانة مرموقة ومناصب أفضل من الكويتيين السنة أنفسهم ، وبعض الشيعة المقبوض عليهم يتلقون تعليماتهم من أعضاء شيعة في مجلس الأمة الكويتي . مع ضرورة تبيان أن هذا لايعني أن كل شيعة الكويت متواطئون مع إيران على تخريب من يفترض أنها بلادهم ،ولكنه يعني كذلك أن اللئيم مهما أكرمته فإن طبعه الغدر والخيانة .
وعلى كل حال فإنه من المناسب أن نسرد شيئاً عن الجالية الإيرانية في الكويت وارتباط بعضها بإيران الجالية الإيرانية بسبب استجابتهم لعمليات الشحن المعادي الذي تنتهجه إيران تجاه كل عبربي أوسني .
ولكن قبل الدخول في الموضوع مباشرة فمن المناسب أن أكون أرضية للقارىء تجعله يستوعب طبيعة هذه الجالية وهناك مفاجآت في هذا الموضوع قد يتعرفها القارىء المهتم للمرة الأولى , وإليكم نبذة متنوعة عن إيران تلك الدولة المشاكسة التي لن يقر لها قرار قبل أن تشعلها حرباً قد تكون عالمية تأتي عليها أولا وعلى الأخضر واليابس , وهذه إيران:
يبلغ عدد سكان إيران حاليا نحو 73 مليون نسمة, ربعهم تحت عمر 15 سنة. ويسكن معظمهم في جنوب بحر قزوين وفي شمال غرب إيران. أكبر مدن إيران هي طهران عدد سكانها عشرة ملايين نسمة ثم مشهد وعدد سكانها 2.5 مليون نسمة ثم أصفهان 2.3 نسمة ثم تبريز ثم شيراز.
ويتوزع الإيرانيون عرقيا على عدد من الاعراق وقد حرصت إيران على عدم إضهار مثل هذه الإحصائيات بالتوزع العرقي, بسبب سياستها القائمة على تفضيل العرق الفارسي, لكن تقديرات أميركية اظهرت ما يأتي فرس 51% وآذريين أتراك 24% وجيلاك ومازندرانيون 8% وأكراد 7% وعرب 3%, لور 2%, بلوش2%, تركمان 2%, أعراق أخرى 1%. وهناك تقدير آخر: فرس 49%, آذريين (أتراك) 18%, أكراد 10%, جيلاك 6%, مازندرانيون 4%, عرب 2.4%, لور 4%, بختياري 1.9%, تركمان 1.6%, أرمن 0.7%.لكن دراسة اجراها الباحث الإيراني يوسف عزيزي أثبتت أن العرب يشكلون أكثر من 7.7% من سكان إيران. منهم 3.5 مليون في محافظة خوزستان وما تبع لها (غالبيتهم شيعة ويتكلمون بلهجة أحوازية قريبة من اللهجة العراقية), و 1.5 عرب في سواحل الخليج العربي وخصوصاً لنجة وهم سنة يتكلمون لهجة خليجية , و 0.5 مليون متفرقين. وهذا العدد طبعاً لا يتضمن اللاجئين والمنفيين من العراق. كما يقدر عدد أكراد إيران بنحو 10% من سكان إيران.الفارسية هي اللغة الرسمية في إيران. إلا أن الآذرية (لهجة تركية) والكردية واللرِية (لهجة كردية) والعربية تستعملها أقليات كل منها تفوق المليون عددا.ويدين معظم الإيرانيين بالإسلام, وتتبع أغلبية كبيرة من السكان المذهب الشيعي الجعفري والمعروف أيضا بالمذهب الإمامي أو الإثني عشري. ويأتي في المرتبة الثانية المذهب السني. ثم ديانات أخرى مثل البهائية واليهودية والزردشتية والمسيحية.تاريخياً كان أهل السنة (الشافعية والحنفية) الأكثرية في إيران وهذا مهم جدا معرفته. وكان الشيعة أقلية, محصورة في بعض المدن الإيرانية, مثل قم, وقاشان, ونيسابور, ولما وصل الشاه إسماعيل الصفوي إلى الحكم سنة 907 هجرية أجبر أهل السنة على التشيع حين خيرهم بينه, وبين الموت. يقول الباحث العراقي الدكتور علي الوردي متحدثاً عن حكم الصفويين لإيران والعراق: "يكفي أن نذكر هنا أن هذا الرجل (الشاه إسماعيل الصفوي) عمد إلى فرض التشيع على الإيرانيين بالقوة, وجعل شعاره سب الخلفاء الثلاثة. وكان شديد الحماس في ذلك سفاكاً لا يتردد أن يأمر بذبح كل من يخالف أمره أو لا يجاريه. قيل أن عدد قتلاه ناف على ألف ألف نفس أي مليون سني. وانتشر المذهب الشيعي بالتدريج في وسط إيران بينما بقي أهل السنة في الأطراف.ولا توجد إحصائيات رسمية بتوزع المذاهب في إيران, ولذلك فإن التقديرات تختلف كثيراً. ويمكن تصنيف المجموعات الدينية في إيران وفق التالي: الشيعة الإثني عشرية هم الغالبية, وأكثرهم من الفرس ثم من الأذريين. وهم منتشرون في جميع مناطق إيران ويقل وجودهم في بلوشستان.وتتضارب المعلومات بشأن الحجم الحقيقي للسنة في إيران : فالإحصاءات شبه الرسمية لحكومة إيران تقول أنهم يشكلون 10 % من السكان. إلا أن بعض مصادر السنة تؤكد أنهم يشكلون 30%, وهو يوافق -كما يقولون- الإحصائية القديمة التي أجريت أثناء حكم الشاه. ومصادر مستقلة تقول أن السنة يشكلون من 15 إلى 20 % من سكان إيران ،ويتوزع السنة على أطراف إيران بعيداً من المركز الذي تشيع أثناء الحكم الصفوي. أكثرهم من الأكراد (شافعية) والبلوش (حنفية) والتركمان حنفية والطوالش الديلم, غرب بحر قزوين في محافظة غيلان ومحافظة اردبيل, ثم يليهم العرب (وخصوصاً في لنجة) وبعض الأذريين (حنفية نقشبندية). أما الفرس فكثير منهم من في محافظة فارس وبعضهم في طهران. وأهل السنة يشكلون الغالبية في كردستان (من مدينة قصر شيرين شمال الأحواز إلى حدود أرمينية على طول حدود تركيا) وبلوشستان وبندر عباس والجزر الخليجية وبو شهر وتركمن صحرا (من بحر قزوين إلى حدود تركمانستان وشرقي خراسان تحدها من الشمال تركمانستان, ومن ناحية الشرق أفغانستان. كما يتواجدون كأقليات في كرمنشاه وخوزستان, ومناطق في محافظة لرستان ,إضافة إلى من هاجر منهم للمدن الكبرى كطهران وأصفهان ومشهد...."
الشك في نوايا إيران مقدم في التعامل معها خليجياً وخصوصاً في ظل الممارسات الإيرانية المعروفة الحديث عن الجالية الإيرانية في الكويت محفوف بمشكلات كثيرة تشبه المرور بين أشواك" السعدان الحادة" التي ورد وصفها في الأحاديث النبوية : فما بين الرقابة الإعلامية , وما بين تشابك الحديث بين موضوع الجالية الإيرانية والمذهب الشيعي في الكويت الذي تمدد كثيرا خليجيا وفي الكويت منذ الثورة الخمينية في إيران, وما بين المهاجرين الإيرانيين الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية عبر التسلل من البحر, واستيطانهم في الكويت وحصول الكثير منهم على الجنسية الكويتية, ونفوذ بعضهم الاقتصادي والسياسي ومحاولات إيران احتواء العنصر الكويتي الذي هو من أصل إيراني عن طريق الجانب الديني والمرجعية الدينية الإيرانية , فإيران السياسية المرفوضة حتى من الكثير من الشيعة تريد أن تكون مصدر تلقي الفكر والتعليمات والتوجهات المختلفة الدينية منها والسياسية, وما بين العلاقات الإيرانية الكويتية السلبية منها والإيجابية فإيران إيجابا هي من أول الدول اعترافا باستقلال الكويت أيام شاه إيران عام 1961 وهي في الوقت نفسه تريد تصدير الثورة الخمينية إليها, وربما تحاول" لبننتها" سياسيا , أو جعلها كمريض تحت مبضعها. وتحت كل هذه الموضوعات المتشابكة مع عدم وجود مساحة كافية من الحرية الصحافية تسمح بأن نقول أشياء كثيرة, يمكن القول إن الجالية الإيرانية في الكويت يمكن تقسيمها إلى فئات متعددة : منها المهاجرون بقصد التكسب المالي وهم الفئات التي ساهمت مساهمات كبيرة في بناء عمران الكويت, وهجرتهم إلى الكويت التي تنامت بعد ظهور النفط للعمل بها , وتدعم إيران هجرة الإيرانيين إلى الخليج العربي عموما لتحقيق مآربها التوسعية فيه , وما بين الهجرة الهادفة سياسيا. وإيران سياسيا هي أشبه دولة بإسرائيل من حيث طريقتها في معايشة جيرانها التي أوجدها الآخرون بينهم, ومن حيث مخططاتها التوسعية التي ترغب في إلغاء الآخرين وفرض هيمنتها على الدول المجاورة لها تحت مضلات كثيرة, ويعد سعي إيران الى امتلاك السلاح النووي عملا يهدف إلى إخضاع دول المنطقة وتهديدها وفرض السيطرة عليها بالدرجة الأولى , وتواجه دول الخليج مجتمعة مشكلات كثيرة مع إيران آخرها فكرة إلغاء عروبة الخليج العربي, بإلغاء تسميته بالخليج العربي إلى الخليج الفارسي, ومنها احتلال إيران للجزر الإماراتية, والتفجيرات الإيرانية في الكويت سابقا والتي استهدفت أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله). ومنها عدم حل مشكلة الجرف القاري مع الكويت, ومنها تهديد إيران المستمر للحياة في الخليج العربي بإغلاق ممر هرمز وتهديد الملاحة في الخليج العربي , واختلاق الأزمات المستمرة للجيران وخصوصاً المملكة العربية السعودية أثناء موسم الحج وتسييس الحج عن طريق رفع الشعارات السياسية أثناء الحج وخلق المتاعب الأمنية للمملكة العربية السعودية سنويا ومن دون توقف, وتحاول إيران عن طريق بناء علاقات اقتصادية مع بلدان الخليج تقوية سيطرتها عليه بكل أشكال الهيمنة ولهذا لا تنجح محاولات إيران هذه التي شكلها تعاون في مختلف الأصعدة مثل ربط الكويت مع إيران بشبكة مياه أو التعاون في موضوع الغاز الطبيعي الإيراني والنفط والكهرباء والتجارة والاستثمار وأغربها إنشاء شركة خطوط جوية مشتركة بين الكويت وإيران وإيجاد تسهيلات لتأشيرات الدخول بين البلدين, وكان رحيمي قد أجرى مباحثات بشأن هذا الموضوع مع القيادات الكويتية , مع ملاحظة أن هذه الموضوعات ليست حديثة الطرح بل هي موضوعات متعثرة الطرح . الشك في نوايا إيران مقدم في التعامل معها خليجيا, الحديث عن الجالية الإيرانية في الكويت لابد أن يمر بكل هذه الموضوعات المهمة
منتدى الشفافية
shfafya50@hotmail.com