حكى لنا فؤاد يحكي لنا الكاتب فؤاد الهاشم قصة لقائه بالمرحوم السيد محمد حسين فضل الله ، ولكن الملاحظ في القصة وصف الهاشم لبلطجة وغرور حرس حزب الله واعتبار أنفسهم دولة داخل الدولة .. يقول الهاشم : في شهر ديسمبر من عام 1997 – أو 1998 لا أذكر بالضبط – شعرت بـ «ضيقة الخلق» مثل عشرات الآلاف من الكويتيين وهم يتابعون – ويقرأون – تحذيرات وزارة الداخلية حول «منع الاحتفال برأس السنة الميلادية» - خوفا من جماعات التأسلم والمسواك والدشاديش القصيرة والعقول «الطرشية» - فقررت قضاء عطلة رأس السنة الجديدة في العاصمة اللبنانية «بيروت»، ولأنني صحافي قديم ومعتق فقد قررت ان اجعل زيارتي «حجة وحاجة»، فأجريت اتصالات – قبيل سفري – بالعديد من الزملاء في الصحافة اللبنانية طالبا منهم مساعدتي على مقابلة ومحاورة العلامة الراحل السيد حسين فضل الله و.. «شوفولنا موعد – يا شباب – مع ا لسيد»! خلال ساعات اقل من عدد اصابع اليد الواحدة، جاءني اتصال من مسؤول اعلامي من جماعة «السيد» معلنا موافقة المرجع الشيعي البارز على اجراء الحوار، واتفقنا – انا والمسؤول – على اللقاء في مساء اليوم التالي داخل بهو فندق «الفينيسيا» حيث نويت الاقامة، و.. تم ذلك بالفعل مع تزامن اتصالي بفندق «السمرلاند» - المطل على البحر – وحجزي لطاولة مع «عدة كراسي» لحفلة رأس السنة المقرر اقامتها بعد 48 ساعة!! وشاءت الصدف ان يتحدد موعد لقائي مع الراحل «فضل الله» في الساعة السابعة من مساء ليلة حفلة رأس السنة!! جاءت الى الفندق ثلاث سيارات جيب من طراز «رينج – روفر» - من موديلات قديمة – بداخل كل واحدة اثنان لهم لحى ويضعون عصابات خضراء مربوطة على جباههم، وعلى الباب الايمن والباب الايسر يتعلق رجلان مسلحان ببنادق رشاشة من نوع «أم – 16» الامريكية، وقد طبع على ابواب سيارات «الرينج – روفر» شعار «حزب الله».. الشهير! كنت واقفاً – انتظر – قدومهم امام باب الفندق وما ان وصلت السيارات الثلاث بداخلها ستة مسلحين ويتعلق بأبوابها ستة مسلحين آخرين حتى سمعت «البواب» الذي يرتدي بدلة وبرنيطة طويلة يصرخ – بصوت خافت – قائلا.. «يا لطيف، شو بدهم جماعة السيد جايين.. هون»؟! وقتها، لم يكن «السيد» يرأس «حزب الله»، بل ترك هذه المهمة منذ مدة ليست بالقصيرة، لكن يبدو ان منزلته عالية جدا لدى رفاقه القدامى، فأبوا الا ان يرسلوا سياراتهم – ومسلحيهم – لاصطحابي الى منزله! طلبوا مني ان اركب في السيارة «الوسطانية» وسارت «الرينج – المسلحة» الاولى في الامام و«الرينج – المسلحة» الثانية من الخلف، وانطلقنا باتجاه «الضاحية الجنوبية» - مستودع المختطفين الاجانب زمن الحرب الاهلية – ومعقل حزب الله ومملكته الايرانية – السورية في الزمن الحالي!! كان الجو شديد البرودة، والطرقات تمتلئ بالحفر والمطبات وبقايا مياه امطار غزيرة هطلت مساء امس، «موكبي المسلح» لم يكن يأبه لأي قانون مرور في العالم بأسره، ومنظر المسلحين الستة – الذين ما زالوا معلقين على ابواب السيارات الثلاث حاملين رشاشات الـ «ام – 16 الامريكية» تثير الرعب في قلوب سائقي السيارات الاخرى سواء كانت خاصة أم اجرة، وبالتالي، كانت «الزحمة» المعتادة في شوارع بيروت تذوب امام الموكب كما تذوب حبة التمر في فم الصائم عقب سماعه صوت مدفع.. الافطار!! دخلنا «سكيك» و«زواريب» تجعل من البصرة وسكيكها.. «لوزان وجنيف ومونترو» حتى وصلنا الى منزل مبني على الطراز العربي وليس فيه من الخارج ما يدل على ان من يسكنه هو المرجع الكبير سماحة السيد «حسين فضل الله»! المنزل – من الداخل – يشبه تصميم المنازل الايرانية التي يوجد بها حوش صغير و.. نافورة مياه اصغر، ادخلوني الى غرفة بمساحة ثلاثة امتار في اربعة، وقدموا لي «استكانة شاي» مثل التي نستعملها في الكويت، و.. بعد عشر دقائق بالضبط دخل السيد «فضل الله» ورحب بي بحرارة و.. بلهجة عراقية واضحة!! اجريت معه حوارا استغرق ثلاث ساعات - «نشر في حينه بجريدة الوطن» - وعندما انتهينا من الحديث سألته سؤالا تعمدت ان انطقه باللهجة العراقية ضحك عليها – رحمه الله – ضحكا شديدا حتى امتلأت عيناه بالدموع عندما قلت له.. «سماحة السيد، مقاتلين حزب الله ورشاشات أم – 16 امريكية.. هاي شلون ترهم»؟! كان ضحكه مستمرا – قائلا وهو يسحب ورقة كلينيكس من علبة امامه وكأنه لم يسمع سؤالي – وباللهجة العراقية ذاتها.. «وين تريد تسهر هذه الليلة من رأس السنة»؟! فاجأتني قدرته على اكتشاف ما يدور في عقلي من تفكير في «الطاولة وعدة كراسي» التي حجزتها في فندق «سمرلاند» والساعة تقترب من العاشرة والنصف مساء ولم يبق على موعد دخول السنة الجديدة الا ساعة ونصف الساعة، وانا بوسط الضاحية الجنوبية ومحاط بسيارات «رينج – روفر» قديمة ومسلحين من «حزب الله» يحملون رشاشات امريكية داخل «سكيك» مظلمة وغارقة في مياه امطار وكأنني انتقلت من ضيقة خلق «كويتية» الى «ضيقة خلق».. لبنانية!! كان الحديث مع الراحل الكبير «فضل الله» متعة ما بعدها متعة، فهو عالم جليل، وسياسي محنك وموسوعة فقهية، وعقل داهية يمثل اجمل واكبر صور الاعتدال الديني والتسامح المذهبي واستطيع ان اقارنه بمستوى آية الله «السيستاني» في الحكمة والرأي الراجح والفكر السليم، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان. مايهمنا في هذه القصة ليس لقاء المرحوم فضل الله مع الهاشم ،ولكن الرعب الذي تثيره عصابات حزب الله في نفوس اللبنانيين بمساعدة من عائلة أسد العلوية الدكتاتورية ، ولنا أن نتخيل الآن في عام 2010 مدى الرعب الالمضاعف الذي يعيشه البنانيون تحت بلطجة حزب الله اللبناني الإيراني . المرسل :عصام غريب
حكى لنا فؤاد
يحكي لنا الكاتب فؤاد الهاشم قصة لقائه بالمرحوم السيد محمد حسين فضل الله ، ولكن الملاحظ في القصة وصف الهاشم لبلطجة وغرور حرس حزب الله واعتبار أنفسهم دولة داخل الدولة .. يقول الهاشم :
في شهر ديسمبر من عام 1997 – أو 1998 لا أذكر بالضبط – شعرت بـ «ضيقة الخلق» مثل عشرات الآلاف من الكويتيين وهم يتابعون – ويقرأون – تحذيرات وزارة الداخلية حول «منع الاحتفال برأس السنة الميلادية» - خوفا من جماعات التأسلم والمسواك والدشاديش القصيرة والعقول «الطرشية» - فقررت قضاء عطلة رأس السنة الجديدة في العاصمة اللبنانية «بيروت»، ولأنني صحافي قديم ومعتق فقد قررت ان اجعل زيارتي «حجة وحاجة»، فأجريت اتصالات – قبيل سفري – بالعديد من الزملاء في الصحافة اللبنانية طالبا منهم مساعدتي على مقابلة ومحاورة العلامة الراحل السيد حسين فضل الله و.. «شوفولنا موعد – يا شباب – مع ا لسيد»! خلال ساعات اقل من عدد اصابع اليد الواحدة، جاءني اتصال من مسؤول اعلامي من جماعة «السيد» معلنا موافقة المرجع الشيعي البارز على اجراء الحوار، واتفقنا – انا والمسؤول – على اللقاء في مساء اليوم التالي داخل بهو فندق «الفينيسيا» حيث نويت الاقامة، و.. تم ذلك بالفعل مع تزامن اتصالي بفندق «السمرلاند» - المطل على البحر – وحجزي لطاولة مع «عدة كراسي» لحفلة رأس السنة المقرر اقامتها بعد 48 ساعة!! وشاءت الصدف ان يتحدد موعد لقائي مع الراحل «فضل الله» في الساعة السابعة من مساء ليلة حفلة رأس السنة!! جاءت الى الفندق ثلاث سيارات جيب من طراز «رينج – روفر» - من موديلات قديمة – بداخل كل واحدة اثنان لهم لحى ويضعون عصابات خضراء مربوطة على جباههم، وعلى الباب الايمن والباب الايسر يتعلق رجلان مسلحان ببنادق رشاشة من نوع «أم – 16» الامريكية، وقد طبع على ابواب سيارات «الرينج – روفر» شعار «حزب الله».. الشهير! كنت واقفاً – انتظر – قدومهم امام باب الفندق وما ان وصلت السيارات الثلاث بداخلها ستة مسلحين ويتعلق بأبوابها ستة مسلحين آخرين حتى سمعت «البواب» الذي يرتدي بدلة وبرنيطة طويلة يصرخ – بصوت خافت – قائلا.. «يا لطيف، شو بدهم جماعة السيد جايين.. هون»؟! وقتها، لم يكن «السيد» يرأس «حزب الله»، بل ترك هذه المهمة منذ مدة ليست بالقصيرة، لكن يبدو ان منزلته عالية جدا لدى رفاقه القدامى، فأبوا الا ان يرسلوا سياراتهم – ومسلحيهم – لاصطحابي الى منزله! طلبوا مني ان اركب في السيارة «الوسطانية» وسارت «الرينج – المسلحة» الاولى في الامام و«الرينج – المسلحة» الثانية من الخلف، وانطلقنا باتجاه «الضاحية الجنوبية» - مستودع المختطفين الاجانب زمن الحرب الاهلية – ومعقل حزب الله ومملكته الايرانية – السورية في الزمن الحالي!! كان الجو شديد البرودة، والطرقات تمتلئ بالحفر والمطبات وبقايا مياه امطار غزيرة هطلت مساء امس، «موكبي المسلح» لم يكن يأبه لأي قانون مرور في العالم بأسره، ومنظر المسلحين الستة – الذين ما زالوا معلقين على ابواب السيارات الثلاث حاملين رشاشات الـ «ام – 16 الامريكية» تثير الرعب في قلوب سائقي السيارات الاخرى سواء كانت خاصة أم اجرة، وبالتالي، كانت «الزحمة» المعتادة في شوارع بيروت تذوب امام الموكب كما تذوب حبة التمر في فم الصائم عقب سماعه صوت مدفع.. الافطار!! دخلنا «سكيك» و«زواريب» تجعل من البصرة وسكيكها.. «لوزان وجنيف ومونترو» حتى وصلنا الى منزل مبني على الطراز العربي وليس فيه من الخارج ما يدل على ان من يسكنه هو المرجع الكبير سماحة السيد «حسين فضل الله»! المنزل – من الداخل – يشبه تصميم المنازل الايرانية التي يوجد بها حوش صغير و.. نافورة مياه اصغر، ادخلوني الى غرفة بمساحة ثلاثة امتار في اربعة، وقدموا لي «استكانة شاي» مثل التي نستعملها في الكويت، و.. بعد عشر دقائق بالضبط دخل السيد «فضل الله» ورحب بي بحرارة و.. بلهجة عراقية واضحة!! اجريت معه حوارا استغرق ثلاث ساعات - «نشر في حينه بجريدة الوطن» - وعندما انتهينا من الحديث سألته سؤالا تعمدت ان انطقه باللهجة العراقية ضحك عليها – رحمه الله – ضحكا شديدا حتى امتلأت عيناه بالدموع عندما قلت له.. «سماحة السيد، مقاتلين حزب الله ورشاشات أم – 16 امريكية.. هاي شلون ترهم»؟! كان ضحكه مستمرا – قائلا وهو يسحب ورقة كلينيكس من علبة امامه وكأنه لم يسمع سؤالي – وباللهجة العراقية ذاتها.. «وين تريد تسهر هذه الليلة من رأس السنة»؟! فاجأتني قدرته على اكتشاف ما يدور في عقلي من تفكير في «الطاولة وعدة كراسي» التي حجزتها في فندق «سمرلاند» والساعة تقترب من العاشرة والنصف مساء ولم يبق على موعد دخول السنة الجديدة الا ساعة ونصف الساعة، وانا بوسط الضاحية الجنوبية ومحاط بسيارات «رينج – روفر» قديمة ومسلحين من «حزب الله» يحملون رشاشات امريكية داخل «سكيك» مظلمة وغارقة في مياه امطار وكأنني انتقلت من ضيقة خلق «كويتية» الى «ضيقة خلق».. لبنانية!! كان الحديث مع الراحل الكبير «فضل الله» متعة ما بعدها متعة، فهو عالم جليل، وسياسي محنك وموسوعة فقهية، وعقل داهية يمثل اجمل واكبر صور الاعتدال الديني والتسامح المذهبي واستطيع ان اقارنه بمستوى آية الله «السيستاني» في الحكمة والرأي الراجح والفكر السليم، رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته، وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان.
مايهمنا في هذه القصة ليس لقاء المرحوم فضل الله مع الهاشم ،ولكن الرعب الذي تثيره عصابات حزب الله في نفوس اللبنانيين بمساعدة من عائلة أسد العلوية الدكتاتورية ، ولنا أن نتخيل الآن في عام 2010 مدى الرعب الالمضاعف الذي يعيشه البنانيون تحت بلطجة حزب الله اللبناني الإيراني .
المرسل :عصام غريب