لايخدعونكم بلباسهم
صورة حرس الباسيج التي تسابقت لابرازها وكالات الانباء ووسائل الاعلام العالمية وهم يرتدون الملابس العربية ممثلة بالدشداشة والعباءة «البشت» والغترة والعقال يرى محللون سياسيون انها تحمل عدداً من الرسائل بمضامين تتراوح مابين استعراض السيادة في المنطقة وتجميل صورتها الداخلية امام الرأي العام العالمي ومن ابرزها قضية عرب اقليم الاحواز الذين صادرت حقوقهم.
وتأتي قراءة المحللين السياسيين للصورة تحمل في بعض الاراء تطابقا مع تعليقات على الصورة كمحاولة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الظهور بالزي العربي «الخليجي» وقد كان يريد ايصال رسالة بانه الاقوى في المنطقة منوهة الى تشابه القصد الايراني مع ما هدف اليه صدام من نفس التصرف.ولكن قراءة كل من الدكتور عبدالله الشايجي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت والدكتورة مريم حسن المتخصصة في الشؤون الايرانية اجلت ماوراء تلك الملابس العربية التي يرتديها الباسيج من رسائل خادعة الى العالم الخارجي ايضا مفادها ان ايران هي من تحمل القضايا العربية وهي رسالة موجهة ايضا الى المنطقة العربية مع اشارة الباحثين الى تظاهر الايرانيين بالإهتمام بالقضية الفلسطينية.
والى جانب تلك الرسائل يرى المحللون ان قضية العرب الاهواز كانت حاضرة ضمن تلك الرسائل الايرانية الى العالم يحاول من خلالها النظام الايراني الايحاء للعالم بأنه مدعوم من كافة اطياف الشعب الايراني بما فيهم العرب غير ان الدكتور عبدالله الشايجي قلل من اهمية تأثير تلك الرسالة في ظل الاعلام المفتوح والانترنت بما يعلن عنه من حقائق لا يمكن اخفاؤها. وتنتهي من جانبها الدكتورة مريم حسن الى خطورة تلك الرسالة الايرانية التي حملتها الصورة على المساعي السعودية لتحسين الصورة العالمية عن الاسلام والمسلمين عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر بالاضافة الى تأثيرها السلبي في الجهود الكويتية في نشر الوسطية في الاسلام. علاقات عامة :في القراءة السياسية للصورة اكد من جانبه رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت د.عبدالله الشايجي رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت ان ظهور عناصر من الباسيج وهم يرتدون الغترة والعقال والبشت اثناء العرض العسكري لم يكن بالموضوع الجديد او المرة الاولي التي يعرض النظام الايراني ذلك، منوها الى انها عادة متبعة يهدف من ورائها النظام الى اظهار وجود الايرانيين من اصول عربية بأنهم يتمتعون بكامل حقوق المواطنة ومنخرطين في القوات المسلحة وبالاخص الباسيج الذين يحظون بالثقة وهم موالون للنظام الايراني وثورة الخميني، لافتا الى ان هذا التصرف هو جزء من حملة العلاقات العامة الايرانية لكسب عقول وود وقلوب الشعبي العربي والايراني والرد ايضا على الحقائق المنشورة حول قمع ايران لمواطينها من الدرجة الثانية وعرب الاهواز. وقال د.الشايجي ان الصورة التي نشرتها وسائل الاعلام الإيرانية لعناصر الباسيج باللباس العربي اثناء العرض العسكري الايراني هي صورة معبرة يهدف من خلالها النظام الايراني لارسال عدة رسائل الى الدول العربية المجاورة.
سياسة حكم :واضاف الشايجي ان عادة ارتداء اللباس العربي يبدو انها عادة تتبعها العديد من الانظمة لارسال رسالة عن البعد العربي، «فالرئيس العراقي البائد كان يعمد في العديد من المناسبات وخاصة في زياراته ولقاءاته مع شيوخ القبائل العربية الى ارتداء الزي العربي وذلك تأكيدا على جذوره العشائرية ولاستمالة مكونات الشعب العراقي اعتقادا منه والنظام الايراني انهم بذلك التصرف يستميلون مكونات المجتمع في دولهم ويحضون بالقبول والشرعية والرضا في الداخل والاعجاب والتأييد في الخارج». الا ان الشايجي لفت الى ان مثل هذه التصرفات والتلون لا تنطلي في عصر الاعلام المفتوح حاليا من خلال الفضائيات والانترنت بما يتضمنه من مواقع الكترونية تخصصية على الكثيرين كما يعتقدون، مشددا على ان المطلوب في وقتنا الحالي هو تغيير السياسات والافعال وليس التجمل بهكذا تصرفات التي لم تعد تجدي نفعا.
كما اشار الدكتور الشايجي الى ان هناك تقارير تقول من ان النظام الايراني يمنع عرب الاهواز ممن يقطنون في الجنوب غربي البلاد والتي تطلق عليها ايران اسم خورستان في حين يسميها الاحوازيين «عربستان» من تسمية ابنائهم بالاسماء العربية، منوها الى ان المعارضة الايرانية الاحوازية في الخارج تتهتم ايران باستمرار باستغلال خيرات العرب.
حقيقة الباسيج :وشرح الدكتور الشايجي عن الباسيج التي تسمى بها القوة الحامية للنظام في ايران وقال ان «الباسيج» كلمة الفارسية تعني التعبئة من قبل متطوعين ممن هم عقائديين وانصار لثورة الامام الخميني يتركز عملهم في الدفاع عن الثورة في جميع الاوقات وذلك في السلم والحرب. وبيّن الشايجي ان الباسيج يضم متطوعين من الرجال والنساء يتجاوز عددهم الثلاثة ملايين شخص اغلبهم من المدنيين، وهم يرتدون الملابس المدنية وليست العسكرية وذلك بهدف التمويه وسهولة الحركة داخل وخارج الشوارع والمدن والاندماج مع المواطنيين، في حين انهم كثيرا ما توجه لهم الانتقادات بسبب تصرفاتهم الفضة واستخدامهم للقوة والشدة ضد من يعتقدونهم خصوما للنظام.
وهنا بيّن الدكتور الشايجي الى ان الباسيج لعب دورا مهما في الحرب الايرانية - العراقية وكذلك في قمع التظاهرات المعارضة لنظام احمد نجادي عقب الانتخابات الرئاسية الاخيرة في العام الماضي، مذكرا بان افراد الباسيج ظهروا في الاضطرابات الاخيرة على درجات نارية ويحملون الهراوات والسلاسل لافتا الى ان الباسيج يخضعون مباشرة للحرس الثوري.
رسائل ومفارقات :من جانبها اعتبرت استاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت د.مريم حسن ان الصورة التي نشرت اخيرا بارتداء بعض قوات الباسيج الايرانية للزي العربي اثناء احد العروض العسكرية يتضمن رسالة واسقاط مباشر موجهين الى شعوب منطقة الخليج ودول العربية مفادها ان ايران تتبني بقوة كل القضايا التي تهم المواطن العربي والتي على رأسها القضية الفلسطينية، مشيرة الى ان نفس هذه الرسالة او الاسقاط مارسها رئيس النظام العراقي البائد في احد فتراته وذلك لايصال نفس المضمون الى سكان المنطقة.وهنا سجلت الدكتورة مريم حسن المتخصصة في الشؤون الايرانية مفارقة تضمن العرض العسكري الايراني لقوات ترتدي الزي العربي على الرغم من انها ليست دولة عربية، في حين ان العروض العسكرية لكل دول الخليج والتي هي بالاصل والاساس دول عربية لم تضم تلك الصورة والمشاهد، حيث يتم مشاهدة القوات وهي تردي اللبس العسكري التقليدي بدون ان يتم مزجهم بالزي العربي التقليدي كما فعلتها ايران، مشيرة الى ان الزي يمثل في النهاية رمز للوطنية والقوة والاعتزاز. تخريب مساعي :بالنسبة الى اي شعب في العالم. وربطت الدكتورة مريم حسن في هذه القضية الصورة بما شهدته الساحة الاقليمية خلال الستة اشهر الماضية من حالة الصراع والحرب الاعلامية والتنافس الفكري بين الكتلتين الايرانية والعربية وذلك على خلفية عدة قضايا اقليمية ودولية من اهمها قضية الملف النووي الايراني وتبعاته.وبذلك رأت استاذة العلوم السياسية ان ارتداء بعض قوات الباسيج للزي العربي الصرف انما جاء ايضا ليتماشي مع التصريحات التي تطلقها القيادة الايرانية من حين لآخر حول تبني ايران لقضايا الامة العربية.ونوهت الدكتورة مريم حسن في ذلك الى القضية الفلسطينية والتي تمثل القضية الاولى لكل العرب مبينة انها موجودة في سيناريوهات الخداع طبقاً للفكر والأيدلوجية الايرانية وذلك منذ نشأتها، اذ يتمثل ذلك جليا في تصريحات كل القادة الايرانيين بالاضافة الى دعم ايران العلني وغير العلني لبعض التنظيمات السياسية في المنطقة. وبذلك قالت د.مريم حسن ان رؤية قوات عسكرية تحمل السلاح وتردي اللباس العربي هي رسالة لاتقتصر على شعوب دول الخليج العربية وانما تمتد الى كل شعوب العالم الخارجي وبالتحديد الغربي، «فنحن كعرب نستطيع التمييز بين الشخص العربي عن غيره، في حين ان الانسان الغربي غير قادر على ادراك ذلك التمييز، وسيري فقط ان هذه الصورة عبارة عن عرب ومسلمين يحملون السلاح ويتهيئون للقتال، وهو مايمثل تهديدا مباشرا بالنسبة لهم، كون الصورة في النهاية ستكون عبارة عن رجل مسلم وعربي يحمل سلاحا وهي المعادلة التي يخشاها اي انسان غربي في هذا الوقت وخصوصا بعد احداث 11 سبتمبر والذي صاحبه فيما بعد تشويه الكامل لصورة الاسلام والمسلمين».وتعود الدكتورة مريم حسن هنا الى التوقيت الذي نشرت فيه هذه الصورة واعتبرت ان توقيتها على الرغم من تماشيها مع سياسات وسيناريوهات القيادة الايرانية خلال الوقت الحاضر الا انها لم يكن بالتوقيت المناسب، وخصوصا في ظل الجهود التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمملكة العربية السعودية في دعمها المتواصل واللامحدود لكل ما من شانه تغيير صورة الاسلام لدي الغرب بعد احداث 11 سبتمبر وذلك من خلال ارسال رسائل عقلانية عن الدين الاسلام مع اهمية دعم دور حوار الاديان، مؤكدة في الوقت نفسه ان هذه الصورة سوف تساهم في الاساءة الى جهود المملكة وكذلك جهود الكويت في حملتها لنشر الوسطية والاعتدال في الدين الاسلامي في كل انحاء الارض.
فاحذروهم أيها الأخوة والأخوات فالأفعى تغير لباسها في السنة مرة أو مرتين ولكن مجوس المذهب الإثنا عشري الصفوي يغيرون ملابسهم في كل يوم مرة أو مرتين ،فكفانا سذاجة ، لقد انتهى زمن الإستغباء |