الرويبضة عن أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة».قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: «الرجل التافة يتكلم في أمر العامة» (حديث شريف) وكان الأصل فيما سبق من الزمن أنه لا يتكلم في أمور العامة وفي السياسات والخطط والاستراتيجيات والتنمية وغيرها مما يهم عامة الناس لا يتكلم فيها الا العقلاء والحكماء أما الإنسان التافه الذي رضى بالجهل وقله العلم وبلادة الحس فإنه لا يتدخل ولا يقترب من هذه المواضيع لعلمه أنها أكبر منه. هذا فيما مضى أما اليوم فقد صدقت نبوءة الرسول - عليه أفضل الصلوات والسلام - ففي هذا الزمان تبدلت الأحوال واختلفت الموازين وانقلبت المعادلات وتغيرت الحياة وانزوى أهل العقل الراجح والعلم النافذ والنية الصادقة والخلق القويم وأتى الرويبضة من الناس ليتحدث باسمهم ويتبنى قضاياهم ولا يوجد الرويبضة في مكان واحد أو تخصص واحد بل تجده مرة سياسيا ومرة إعلاميا ومرة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والرياضي وغيرها فهو منتشر في جميع المجالات.بل ان بعضهم يلبس البشت وهو لا يساوى قيمته ويقلد المناصب ويسافر لتمثيل الدولة بل تراه في مجالس ادارة الشركات والمؤسسات ويتحدث عن التنمية والتطوير والاقتصاد والسياسة والرياضة وهو لا يعرف من هذه المصطلحات إلا اسمها. وعندما تبحث داخل الرويبضة لا تجد الا الفراغ فلا علم يرفعه ولا أخلاق في التعامل مع الناس تزكيه فهو لا يقدر كبيرا ولا يراعي صغيرا ولا يعرف للتواضع والتسامح والخلق الحسن طريقا ولا يحمل أي حس وطني ويسعى بالفتنة سعي النار في الخشب يبحث عنها ويؤججها كلما أخمدت وينفخ فيها كلما تحولت الى رماد لا يقر له قرار إلا أن يرى آثار فتنته تعم الناس وتصبح حديث الدواوين وهذا من جهله وقلة حكمته فهو يرى الفتن إنجازات.لا يفكر في تنمية بلده وتطويرها بل ربما يسعده عندما يراها حديث الشامتين والحاقدين وتنمية أرصدته مقدم في كل الأحوال على تنمية اقتصاد بلده.لك ان تتخيل ما الذي نجنيه ونحصده من تصدر الرويبضة؟! فمن فتنة عامة كلما أطفئت أوقدت وانشغال الناس بالدواوين والصحف والمنتديات بالقيل والقال والتصنيف، وبعضهم ينجرف وراءها وبعضهم يحاول تبريرها وبعضهم يحاول ان ينقذ ما يمكن إنقاذه وغير الفتنة تتغير طباع الناس ويشتد الخلاف بينهم والكل يبحث عن الكيان الأصغر هرباً من الكيان الأم وهو البلد، فمن يبحث عن قبيلته وبعضهم عن عائلته وآخرون عن طائفتهم الى غيره من التصنيف، ولا نجد حلولاً لمشاكلنا وأزماتنا ولو كانت بسيطة وتسبقنا الدول حتى من كانت اقل منا تطورا وتضيع ملامحنا السياسية والاقتصادية وقتها يخطو العالم بخطى سريعة للأمام ونحن نخطو بخطى أسرع للوراء. ولكن مالسبب في بروز ظاهرة الرويبضة بوضوح شديد في هذه الأيام ؟ السبب هو أن حكامنا في هذه الأيام تخلوا عن واجبهم نحو الأمة وراحوا يجرون خلف مصالحهم الخاصة ووراء المال دون تمييز حتى عرف أعداءهم وأعداء بلدهم مدى جشعهم وتكالبهم على الدنيا لدرجة أنهم تجاهلوا العقلاء والحكماء والمخلصين لهم ولبلدهم وراحوا يجرون خلف كل رويبضة وكل متزلف ومنافق ، ولم يراعوا أصول الحكم فأخذوا يأتمرون بأمر كل من يتاجر بإسمهم ويستغل نفوذهم حتى اختلط الحق بالباطل . ولذلك فإنهم مهما جمعوا من أموال فإنهم سيدركون بعد فوات الأوان أن ماجمعوه لينافسوا به غيرهم للوصول إلى كرسي الحكم أصبح هباءً منثوراً لأنهم سيصبحوا أسرى لأسيادهم الجدد الذين هم وسيلتهم لكسب المال الحرام .وللأسف فإن عدداً لابأس به من هؤلاء الأسياد الجدد هم في الواقع عبيد لإيران التي تأمرهم فيدوسون حكامهم بنعالهم كما يدوسون على السجادة الأعجمية الموجودة في بيوتهم وصدق رسولنا الكريم صلى اله عليه وآله بقوله : " إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة " وأخيراً ننصح حكامنا فنقول لهم : عندما يتحدث الرويبضة في أمر الناس فيجب إسكاته مثلما كان الحكم يفعل من قبل حتى بنى دولة من لاشيء فلاتضيعوا الحكم فهو أمانة تسألون عنها يوم القيامة ، وقد أصبح تصدر العقلاء والحكماء مجالسكم أيها الحكام واجبا وليس نوعا من الترف ،وهذه دعوة دعوة لكم ولكل العقلاء ألا تضعوهم وألا يضعوا أنفسهم على هامش الحياة بل يجب عليكم وعليهم أن يحتلوا مكان الصدارة في الحكم وفي الشورى والمشاورة فقديماً قالوا "ما خاب من استشار " وقالوا : أرسل حكيماً ولاتوصه " المرسل : مرزوق
الرويبضة
عن أبي هريرة – رضى الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – «سيأتي على الناس سنوات خداعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة».قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: «الرجل التافة يتكلم في أمر العامة» (حديث شريف) وكان الأصل فيما سبق من الزمن أنه لا يتكلم في أمور العامة وفي السياسات والخطط والاستراتيجيات والتنمية وغيرها مما يهم عامة الناس لا يتكلم فيها الا العقلاء والحكماء أما الإنسان التافه الذي رضى بالجهل وقله العلم وبلادة الحس فإنه لا يتدخل ولا يقترب من هذه المواضيع لعلمه أنها أكبر منه.
هذا فيما مضى أما اليوم فقد صدقت نبوءة الرسول - عليه أفضل الصلوات والسلام - ففي هذا الزمان تبدلت الأحوال واختلفت الموازين وانقلبت المعادلات وتغيرت الحياة وانزوى أهل العقل الراجح والعلم النافذ والنية الصادقة والخلق القويم وأتى الرويبضة من الناس ليتحدث باسمهم ويتبنى قضاياهم ولا يوجد الرويبضة في مكان واحد أو تخصص واحد بل تجده مرة سياسيا ومرة إعلاميا ومرة في المجال الاجتماعي والاقتصادي والرياضي وغيرها فهو منتشر في جميع المجالات.بل ان بعضهم يلبس البشت وهو لا يساوى قيمته ويقلد المناصب ويسافر لتمثيل الدولة بل تراه في مجالس ادارة الشركات والمؤسسات ويتحدث عن التنمية والتطوير والاقتصاد والسياسة والرياضة وهو لا يعرف من هذه المصطلحات إلا اسمها. وعندما تبحث داخل الرويبضة لا تجد الا الفراغ فلا علم يرفعه ولا أخلاق في التعامل مع الناس تزكيه فهو لا يقدر كبيرا ولا يراعي صغيرا ولا يعرف للتواضع والتسامح والخلق الحسن طريقا ولا يحمل أي حس وطني ويسعى بالفتنة سعي النار في الخشب يبحث عنها ويؤججها كلما أخمدت وينفخ فيها كلما تحولت الى رماد لا يقر له قرار إلا أن يرى آثار فتنته تعم الناس وتصبح حديث الدواوين وهذا من جهله وقلة حكمته فهو يرى الفتن إنجازات.لا يفكر في تنمية بلده وتطويرها بل ربما يسعده عندما يراها حديث الشامتين والحاقدين وتنمية أرصدته مقدم في كل الأحوال على تنمية اقتصاد بلده.لك ان تتخيل ما الذي نجنيه ونحصده من تصدر الرويبضة؟! فمن فتنة عامة كلما أطفئت أوقدت وانشغال الناس بالدواوين والصحف والمنتديات بالقيل والقال والتصنيف، وبعضهم ينجرف وراءها وبعضهم يحاول تبريرها وبعضهم يحاول ان ينقذ ما يمكن إنقاذه وغير الفتنة تتغير طباع الناس ويشتد الخلاف بينهم والكل يبحث عن الكيان الأصغر هرباً من الكيان الأم وهو البلد، فمن يبحث عن قبيلته وبعضهم عن عائلته وآخرون عن طائفتهم الى غيره من التصنيف، ولا نجد حلولاً لمشاكلنا وأزماتنا ولو كانت بسيطة وتسبقنا الدول حتى من كانت اقل منا تطورا وتضيع ملامحنا السياسية والاقتصادية وقتها يخطو العالم بخطى سريعة للأمام ونحن نخطو بخطى أسرع للوراء.
ولكن مالسبب في بروز ظاهرة الرويبضة بوضوح شديد في هذه الأيام ؟ السبب هو أن حكامنا في هذه الأيام تخلوا عن واجبهم نحو الأمة وراحوا يجرون خلف مصالحهم الخاصة ووراء المال دون تمييز حتى عرف أعداءهم وأعداء بلدهم مدى جشعهم وتكالبهم على الدنيا لدرجة أنهم تجاهلوا العقلاء والحكماء والمخلصين لهم ولبلدهم وراحوا يجرون خلف كل رويبضة وكل متزلف ومنافق ، ولم يراعوا أصول الحكم فأخذوا يأتمرون بأمر كل من يتاجر بإسمهم ويستغل نفوذهم حتى اختلط الحق بالباطل . ولذلك فإنهم مهما جمعوا من أموال فإنهم سيدركون بعد فوات الأوان أن ماجمعوه لينافسوا به غيرهم للوصول إلى كرسي الحكم أصبح هباءً منثوراً لأنهم سيصبحوا أسرى لأسيادهم الجدد الذين هم وسيلتهم لكسب المال الحرام .وللأسف فإن عدداً لابأس به من هؤلاء الأسياد الجدد هم في الواقع عبيد لإيران التي تأمرهم فيدوسون حكامهم بنعالهم كما يدوسون على السجادة الأعجمية الموجودة في بيوتهم وصدق رسولنا الكريم صلى اله عليه وآله بقوله : " إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظروا الساعة "
وأخيراً ننصح حكامنا فنقول لهم : عندما يتحدث الرويبضة في أمر الناس فيجب إسكاته مثلما كان الحكم يفعل من قبل حتى بنى دولة من لاشيء فلاتضيعوا الحكم فهو أمانة تسألون عنها يوم القيامة ، وقد أصبح تصدر العقلاء والحكماء مجالسكم أيها الحكام واجبا وليس نوعا من الترف ،وهذه دعوة دعوة لكم ولكل العقلاء ألا تضعوهم وألا يضعوا أنفسهم على هامش الحياة بل يجب عليكم وعليهم أن يحتلوا مكان الصدارة في الحكم وفي الشورى والمشاورة فقديماً قالوا "ما خاب من استشار " وقالوا : أرسل حكيماً ولاتوصه "
المرسل : مرزوق